الترويض الطبي وأهميته في تحسين جودة الحياة

بقلم: حسناء خشيع –
يعد الترويض الطبي (العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل) أحد الفروع الطبية الحيوية التي تهدف إلى تحسين وظائف الجسم، واستعادة الحركة الطبيعية، والتقليل من الألم، خاصة بعد الإصابات أو العمليات الجراحية أو بسبب الأمراض المزمنة، وهو مجموعة من التقنيات العلاجية التي تعتمد على التمارين الحركية، والتدليك، والعلاج الكهربائي، والحراري، والمائي، إضافة إلى استخدام بعض الأجهزة المتخصصة لمساعدة المرضى على استعادة وظائفهم الحركية، ويعمل المعالجون الفيزيائيون جنبا إلى جنب مع الأطباء لتقديم برامج علاجية تناسب احتياجات كل مريض على حدة.
ويساعد الترويض الطبي في تقليل فترة النقاهة بعد العمليات الجراحية مثل جراحات العظام أو إصابات الجهاز العضلي الهيكلي، مما يسمح للمريض باستعادة قدرته على الحركة بشكل أسرع، كما أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في التوازن أو الحركة، سواء بسبب الشيخوخة أو أمراض مثل السكتة الدماغية، يمكنهم الاستفادة من برامج إعادة التأهيل لاستعادة مهاراتهم الحركية.
بالإضافة إلى ذلك، يساعد الترويض الطبي في التخفيف من آلام الظهر، الرقبة، والتهابات المفاصل من خلال تقنيات التدليك، والتمارين العلاجية، والعلاج الحراري، مما يُحسن جودة حياة المرضى، كما يلعب العلاج الطبيعي دورا هاما في التحكم بأعراض الأمراض المزمنة مثل التهاب المفاصل، مرض باركنسون، والتصلب المتعدد، حيث يساعد المرضى على التكيف مع حالاتهم الصحية وتحسين وظائفهم اليومية.
ولا يقتصر الترويض الطبي على المرضى فقط، بل يستفيد منه الرياضيون أيضا من خلال برامج مخصصة لتقوية العضلات، وتحسين اللياقة البدنية، والوقاية من الإصابات.
الترويض الطبي ليس مجرد علاج، بل هو أسلوب حياة يهدف إلى تحسين صحة الأفراد ومساعدتهم على التمتع بحياة أكثر نشاطًا وراحة. وبفضل التقدم العلمي والتكنولوجي، أصبح العلاج الطبيعي أكثر تطورا وفعالية، مما يجعله جزءا أساسيا من أي خطة علاجية للمرضى الذين يعانون من مشكلات حركية أو ألم مزمن.