كهربة العالم القروي.. المغرب يحقق تقدما ملحوظا ويخطط لإطلاق مشروع كبير لكهربة أكبر مدينة بالمملكة

مصطفى قسيوي
حققت المملكة تقدما ملحوظا في كهربة العالم القروي، حيث ارتفعت نسبة التغطية الكهربائية من 18 في المائة سنة 1995 إلى 99.89 في المائة منتصف السنة الجارية.
وحسب المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، يعزى هذا الإنجاز الكبير إلى نجاح برنامج التنمية الريفية الشامل (PERG)، الذي أُطلق في سنة 1996، وقد نجح هذا البرنامج في إيصال الكهرباء إلى حوالي 13 مليون مغربي، مما ساهم في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المناطق القروية، حيث تم استثمار ما يقرب من 25.3 مليار درهم في برنامج (PERG)، مما أدى إلى توصيل الكهرباء إلى 41 ألفا و922 قرية وتزويد 2.16 مليون منزل بالكهرباء. وفي سنة 2023، تم توصيل الكهرباء إلى 198 قرية جديدة، مما أتاح الكهرباء لحوالي 24 ألف شخص في المناطق القروية.
ووفق أرقام المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، فإنه بالإضافة إلى التوصيلات الكهربائية التقليدية، استخدم برنامج (PERG) حلول الطاقة المتجددة في المناطق النائية، إذ تم على سبيل المثال، تجهيز أكثر من 70 ألف أسرة بأطقم الطاقة الشمسية بين سنتي 1998 و2018، بالشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومشاريع محلية أخرى.
كما عمل المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب على تعزيز البنية التحتية الكهربائية، حيث تم بناء أكثر من 51 ألف كيلومتر من خطوط الجهد المتوسط، و136 ألفا و600 كيلومتر من خطوط الجهد المنخفض، و25 ألفا و700 محطة تحويل، مما ساهم في تعزيز الاقتصادات الريفية، حيث أدى إلى نمو الزراعة والصناعات الصغيرة وتحديث الأعمال التجارية المحلية.
وعلاقة بالجهود التي يبذلها المغرب في مجال التزود بالكهرباء، تعتزم المملكة إطلاق أكبر مشروع للطاقة الشمسية والريحية في الأقاليم الجنوبية، وذلك لتزويد مدينة الدار البيضاء بالطاقة الكهربائية عبر شبكة كهربائية تمتد لنحو 1400 كيلومتر.
وحسب المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، ينتظر أن يبدأ المشروع في مدينة الداخلة بالصحراء المغربية في يناير 2025، ويتضمن المشروع الضخم بناء “محطات ضخمة لتوليد الطاقة المتجددة” لتزويد مدينة الدار البيضاء عبر خطوط نقل عالية الجهد.
ويهدف هذا المشروع إلى استغلال الطاقة الشمسية والرياح القوية في منطقة الداخلة، المعروفة بأشعتها الشمسية القوية ورياحها المستمرة، حيث سيتم بناء محطات ضخمة لتوليد الطاقة المتجددة في تلك المنطقة لنقل الطاقة النظيفة إلى الدار البيضاء، كما يهدف إلى تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وتعزيز استخدام الطاقة المتجددة، مع المساهمة في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية في المغرب، خاصة في المناطق الحضرية. وسيؤدي المشروع إلى خلق فرص عمل جديدة في مجال الطاقة المتجددة، ويساهم في تنمية المنطقة، حيث يمكن للمغرب تصدير الفائض من الطاقة الكهربائية إلى الدول المجاورة، مما يعزز نمو الاقتصاد الوطني.