مصرع طفل بالرماني والزخات الرعدية تعري هشاشة البنية التحتية
فيضانات مع أولى القطرات تضرب العديد من الأقاليم
نورالدين عفير- هابيل علي وحمو //
تسببت الزخات المطرية القوية، التي شهدتها العديد من الأقاليم يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، في إلحاق خسائر مادية وبشرية، كما أظهرت هذه التساقطات المهمة هشاشة البنية التحتية بالعديد من الجماعات.
وبجماعة الرماني التابعة لإقليم الخميسات، لقي طفل يبلغ 13 سنة من العمر، مصرعه ليلة أول أمس الأربعاء، بعد أن جرفته سيول إحدى الأودية بالجماعة، حيث أوضح مصدر محلي، أن عاصفة رعدية ضربت المنطقة أدت إلى فيضان وادي “الهداهدة” بالجماعة القروية الرماني.
وكشفت مقاطع أشرطة “فيديو” متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، حجم الخسائر المادية، حيث جرفت السيول مجموعة من السيارات والمعدات، أمام تخوف كبير للساكنة المحلية خصوصا القريبة من مجرى الوادي.
وأوضح المصدر ذاته، أن السلطات المحلية وعناصر الوقاية المدنية والدرك الملكي انتقلت إلى عين المكان، للوقوف على ملابسات وتداعيات الحادث، مشيرا إلى أن السيول الجارفة التي شهدتها جماعة الرماني ليلة أول أمس الأربعاء، کشفت هشاشة البنيات التحتية بسبب تضرر عدد من الأحياء بالجماعة والدواوير التابعة لها.
في سياق متصل، شهدت مدينة قلعة السراغنة هطول أمطار كثيفة، أدت إلى زيادة منسوب العديد من الأودية، مما نتج عنه انهيار شبه كلي لقنطرة على مستوى جماعة “تاوزينت”، ما أدى إلى تعطل حركة السير من الجانبين، علما أن القنطرة يستعملها أيضا التلاميذ والعديد من سكان المنطقة، كما ألحقت التساقطات المطرية، التي هطلت على شكل زخات مطرية، أضرارا بالعديد من البنيات التحتية.
أما بإقليم طاطا، فقد شهدت مختلف الجماعات الحضرية والقروية المشكلة لوحدة الإقليم، تساقطات رعدية مهمة، جعلت المجاري المائية غير قادرة على استيعاب هذه الكميات من المياه، كما أن منسوب الوديان ارتفع بالعديد من المناطق، مما عطل حركة السير بالعديد من المحاور الطرقية والقناطر.
هذا، وأنقذت فرق الإنقاذ التابعة لمصالح الوقاية المدنية بإقليم خنيفرة، مساء أول أمس الأربعاء، أربعة سياح من الغرق بعدما جرفت السيول سيارتهم إثر الفيضانات التي تشكلت نتيجة التساقطات المطرية المهمة، التي شهدتها معظم المناطق التابعة لإقليم خنيفرة.
بالمقابل، أدت هذه التساقطات المطرية إلى زيادة منسوب مياه واد أم الربيع الذي تضرر كثيرا نتيجة حالة الجفاف التي ضربت البلاد، والاستغلال المكثف الذي يتعرض إليه من المنبع بقمم جبال الأطلس المتوسط وصولا إلى المصب قرب مدينة أزمور.
وترتبط الفيضانات، التي شهدتها العديد من الأقاليم، بالنشرة الإنذارية التي عممتها المديرية العامة للأرصاد الجوية، الثلاثاء 11 أكتوبر الجاري، التي نبهت خلالها إلى هطول زخات رعدية محليا قوية مصحوبة بـ”البرَد”، تتراوح بين 40 إلى 70 ملم في عدد من أقاليم المملكة، ما يتطلب من سكان المناطق المعنية توخي الحذر من فيضانات الوديان.
وأبلغت حينها المديرية العامة، أن النشرة الإنذارية تسري ابتداء من الثلاثاء 11 أكتوبر الجاري من الساعة الحادية عشرة صباحا إلى حدود الحادية عشرة ليلا، على كل من إفران، الحاجب، صفرو، فاس، تازة، تاونات، الحسيمة وشفشاون، كما ستهم زخات رعدية محليا قوية مصحوبة بالبرَد كلا من عمالات وأقاليم الحوز، مراكش، أزيلال، قلعة السراغنة، الفقيه بنصالح، خريبكة، جرسيف، تاوريرت، جرادة، وجدة – أنجاد، بركان والناظور، وذلك ابتداء من الثلاثاء الماضي، على الساعة الخامسة بعد الزوال إلى منتصف نهار أول أمس الأربعاء.