إسبانيا.. عملية ”إصيص الزهور” تفكك شبكة للإتجار في المخدرات يتزعمها عنصر من الحرس المدني

رشيد عبود:
تمكنت قوات الأمن بسبتة المحتلة، الثلاثاء المنصرم، من إلقاء القبض على 24 شخصًا في إطار عملية أمنية واسعة أطلق عليها إسم إصيص الزهور “ATAM-Macetero”، وهو تحقيق قضائي مشترك انطلق في سرية تامة منذ العام الماضي، بإشراف من المحكمة الحقيقية رقم 5، بسبتة، بين الشرطة الوطنية والحرس المدني الإسباني ضد الإتجار بالمخدرات في مضيق جبل طارق، إذ يوجد من بين المعتقلين أحد عناصر الحرس المدني المتهم بالتعاون مع المنظمة الإجرامية، وتسهيل مرور المخدرات ونقلها من سبتة إلى شبه الجزيرة الأيبيرية، وقد تم أمس الخميس، عرض المتهمين أمام العدالة.
وأشارت نفس المصادر أن العملية التي نسقتها وحدة مكافحة الإرهاب التابعة لمقر الشرطة، وخدمة المعلومات التابعة للحرس المدني في سبتة من تحديد هوية أعضاء الشبكة المزعومين وطريقة عملهم. ومن بين هذه القضايا، يبرز تورط أحد عناصر الحرس المدني، الذي قام، حسب التحقيق، بتسهيل مرور سيارات محملة بالمخدرات عبر ميناء سبتة مقابل تعويضات مالية.
وكشفت التحقيقات عن الهيكل الهرمي للمنظمة، حيث كان لكل فرد فيها وظائف محددة، بدءا من حراسة المخدرات وحتى نقلها وتوزيعها في شبه الجزيرة وأوروبا، وبأن عناصر الشبكة، استخدموا أساليب متطورة لتجنب اكتشافهم، مثل استخدام تطبيقات المراسلة المشفرة، وتغيير الهواتف المحمولة بشكل متكرر.
وفي إطار هذه العملية، تم إجراء 14 عملية تفتيش لعدة منازل الثلاثاء المنصرم، في أماكن مختلفة في مدينتي سبتة والجزيرة الخضراء، كما تم بسبتة، تنفيذ التدخلات في حي خوان كارلوس الأول، وشارع فلوريان أوردونيز، وشارع مدريد، وكاناليخاس، وشارع فيناس، وشارع غارسيا موراتو، وبارو أليجريت، وشارع جوبيتر، وشارع مارتي، وشارع بوليفيا، بالإضافة إلى تفتيش مخزن في شارع بيدرو مورينو بريكو، ومرآب في باسيو دي لاس بالميراس، بينما جرت في الجزيرة الخضراء، عمليات البحث في منطقة لوس جازمينس، وشارع باسيو دي لا كونفيرنسيا، ومنزل مرتبط بالعميل الأمني المعتقل بشارع لوغو في سرقسطة.
وخلال عمليات المداهمة، تم حجز مبلغ إجمالي قدره 142.760 يورو و10.890 درهم في سبتة المحتلة، و1.450 يورو في الجزيرة الخضراء، وضبط سلاحين ناريين عبارة عن بندقية صيد، ومسدس تفجير داخل خزنة مستودع سري.
ويواجه المعتقلون الذين أحيلوا صباح أمس على المدعي العام وقاضي التحقيق، تهم ثقيلة تتعلق بالإتجار الدولي بالمخدرات، والانتماء إلى منظمة إجرامية والرشوة، علما أن أبحاث الشرطة المنجزة في القضية، كشفت أن الشبكة الإجرامية التي تم تفكيكها اتبعت تخطيطا دقيقا لضمان نجاح عملياتها غير المشروعة.

