رئيس مركز السلطان قابوس للثقافة والعلوم يتحدث في معرض مسقط الدولي للكتاب

قال ل”الأمة 24″ إن المنطقة المغاربية الأكثر حضورا في جوائز المركز
فاطمة ابوناجي / مسقط –
أبرز السيد حبيب الريامي، رئيس مركز السلطان قابوس للثقافة والعلوم، أن التعاون الثقافي والعلمي بين سلطنة عمان والمنطقة المغاربية نموذج في تعزيز الروابط الأخوية وتبادل الخبرات بين الشعوب العربية. وقال الريامي إن هذا التعاون يتمتع بثراءٍ وتنوع ملحوظين، إذ يشمل تنظيم الفعاليات المشتركة التي تعزز العلاقات الثقافية والعلمية، وتؤدي إلى تنشيط الحراك الثقافي العربي بشكل عام. وأكد أن هذا التعاون المستمر يسهم في دفع عجلة الفكر والإبداع بين الدول الشقيقة والصديقة، مؤكدا أهمية استدامته لما له من آثار إيجابية في تقوية أواصر التفاهم بين الثقافات المختلفة.
وفي تصريح خاص لصحيفة “رسالة الأمة”، أضاف سعادة الريامي أن تعاون سلطنة عمان مع دول المنطقة المغاربية مستمر ومتين، بفضل اللجان المتخصصة والمبادرات المشتركة التي يعكف المركز على تنظيمها. وأشار إلى أن العديد من الشخصيات الثقافية من دول المنطقة المغاربية قد نالت جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب، بما يعكس عمق العلاقات الثقافية التي تربط السلطنة بالمنطقة. وأكد أن الهدف من هذا التعاون هو تعزيز الثقافة العربية والإسلامية، والتركيز على رفاه الإنسان والاهتمام بالقيم الإنسانية التي تجمع بين جميع الشعوب.
كما أشار الريامي في حديثه إلى أن المركز يواصل “تجسير العلاقات وتخفيف الفجوة” بين مختلف الدول العربية عبر “الكراسي العلمية”، التي تمثل منصة لتبادل المعرفة بين الأساتذة والمختصين من مختلف المجالات، حيث يُحرص دائمًا على انتقاء الأكاديميين المناسبين الذين يمكنهم إثراء النقاش في كل تخصص. وقال في حديث خص به “رسالة الأمة”: “شمال إفريقيا هو الأكثر حضورًا في أنشطة المركز، حيث نواصل تعزيز هذا التعاون بشكل ملحوظ.”
وأوضح المتحدث أن مركز السلطان قابوس للثقافة والعلوم يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالرابطة المحمدية لعلماء المغرب، وأن غالبية الفائزين بجوائز المركز هم من دول المنطقة المغاربية مثل المغرب والجزائر وتونس. وأضاف أن العديد من المحكمين الذين يتم دعوتهم لتحكيم جائزة السلطان قابوس هم من المغاربيين، ومنهم الأدباء والمفكرون المغتربون مثل الأديب الجزائري واسيني الأعرج، والمفكر المغربي عبد الإله بلقزيز، وغيرهم من الشخصيات البارزة التي تمثل الوجه الثقافي الرفيع للمنطقة.
وتابع الريامي في حديثه مؤكدًا أن المركز يواصل مراجعة الجائزة بعد كل دورة ثقافية لضمان تطويرها وتحقيق أهدافها في تعزيز الثقافة والفنون والآداب، بما يتماشى مع التغيرات الثقافية والفكرية المتجددة في العالم العربي. وأضاف: “هذا التقييم المستمر يهدف إلى التأكد من أن الجائزة تحقق رسالتها في دعم المبدعين وتعزيز الحراك الثقافي في جميع المجالات، مع الأخذ في الاعتبار التحديات التي يواجهها المشهد الثقافي العربي اليوم.”
وخلال لقاء جمع سعادة السيد حبيب الريامي مع عدد من الإعلاميين في المركز الإعلامي بمعرض مسقط الدولي للكتاب، أشار إلى الدور الحيوي الذي يضطلع به المركز في دعم الحركة الثقافية والعلمية داخل سلطنة عمان وخارجها، من خلال تعزيز التعاون مع المراكز والمؤسسات الثقافية في الدول الشقيقة والصديقة. وقال إن المركز الإعلامي للمعرض يوفر منصة متميزة للإعلاميين من مختلف أنحاء العالم للتفاعل مع المبادرات الثقافية العمانية، ويسهم في إبراز الجهود العمانية في المجال الثقافي والفكري.
كما استعرض الريامي رؤية المركز وأهدافه، مؤكدًا أن المركز يعد هيئة ثقافية وعلمية متميزة تستند إلى الأصالة العمانية والفكر المعاصر، وتطمح إلى تحقيق الريادة محليًا وعالميًا في مجالات الثقافة والعلوم والتعليم. وأوضح أن المركز يسهم بفاعلية في إثراء الفكر والثقافة، ويعمل على تعزيز التواصل الحضاري بين مختلف الشعوب، مع الاهتمام بنشر اللغة العربية بين الناطقين بغيرها وتعزيز التعاون الثقافي والعلمي مع المؤسسات المتخصصة في السلطنة وخارجها.
وأكد الريامي أن المركز يضم عدة مكونات ثقافية وعلمية تتكامل لتحقيق أهدافه، ومنها معاهد العلوم الإسلامية، ومدارس القرآن الكريم، والجوامع السلطانية، إلى جانب الأنشطة والفعاليات الثقافية المتنوعة التي تُنظم على مدار العام، ومنها مسابقة السلطان قابوس للقرآن الكريم، التي تُعد واحدة من أبرز المسابقات في هذا المجال.
يشار الى أن هذا اللقاء، الذي احتضنه المركز الإعلامي بمعرض مسقط الدولي للكتاب، شكل فرصة هامة لتسليط الضوء على الجهود الكبيرة التي يبذلها مركز السلطان قابوس للثقافة والعلوم في تعزيز العلاقات الثقافية والعلمية مع دول المنطقة المغاربية. ومن خلال الإمكانيات المتقدمة التي يوفرها المركز الإعلامي للمعرض، تمكّن الإعلاميون من مختلف البلدان من الاطلاع على أحدث المشاريع والمبادرات الثقافية العمانية، مما يعكس الدور البارز الذي تلعبه سلطنة عمان في نشر الثقافة والفكر العربيين على الساحة الدولية.