رياضة

المغرب ــ إسبانيا بعد ستين عاما

محمد باها المرابط

بعد مرور ستين عاما على اللقاء الذي جمع بين المنتخبين المغربي والإسباني سنة 1962 لانتزاع ورقة التأهل لنهائيات كأس العالم في وقت كان فيه المنتخب الإسباني يعتبر واحدا من بين أقوى المنتخبات المشاركة في هذه الكأس، يتوفر على لاعبين كبار من أمثال “ديستيفانو وديل سول وحارس المرمى أراكيستاين”، والذي كان لقاء فاصلا جرى ذهابا وإيابا يمكن القول عنه أنه كان لقاء ظالما، حيث انتصر المنتخب الإسباني على المغربي الذي كان يضم في صفوفه لاعبين كبار من أمثال بلمحجوب الملقب “بأمير الشانز إيليزي” وحسن أقصبي ومصطفى البطاش، والذين لعبوا بروح وطنية عالية لا تقل عن هذه التي ظهر بها المنتخب المغربي الحالي، الذي استطاع رد الدين لإسبانيا بعد ستين عاما من أقصائه للمغرب.

لقد استطاع المنتخب الوطني المغربي الحالي، إعادة الاعتبار إلى الكرة العربية والإفريقية، وأسقط تلك النظرة الدونية التي ينظر بها الأوربيون إلى الكرة العربية والإفريقية، واستحضروا الدور التاريخي الذي لعبه المغاربة في عهد الاستعمار في الأندية الفرنسية والإسبانية من أمثال “العربي بن مبارك” الذي قال عنه اللاعب “بيلي” بأنه ورغم تسميته بملك كرة القدم، فإن العربي بن مارك كان أحسن منه ولذلك لقب بالجوهرة السوداء، بالإضافة إلى الحسن شيشا الذي لعب لأتليتكيو تطوان، في عهد الاستعمار، وحين أقام نادي أتليتيكو تطوان مباراة تكريمية للمهاجم الاسباني الدولي “ايغنيسيو سارا” بين اتليتيكو تطوان وإشبيلية، لعب إلى جانب الحسن شيشا انتهت بهزيمة النادي الاسباني، سجل خلالها ستة أهداف بالرأس وسجل شيشا هدفين، حيث سماه قلب هجوم المنتخب الإسباني بشيطان الكرة وقال عنه بأنه أحسن ظهير في الأندية الإسبانية، وبعد الاستقلال التحق بحسنية أكادير، وكنت قد فاجأته ذات مرة بالدار البيضاء وهو يقف أمام واجهة أحد المحلات التجارية لبيع الملابس، فسألته باللغة الإسبانية “ماذا تفعل هنا؟” فرد علي قائلا “وهل تعرفني؟” وأجبته بنفس اللغة “نعم، من زمن أتليتيكو تطوان”، فاغرورقت عيناه بالدموع وانصرف ولم يجبني، وتبقى الإشارة إلى أن هذا اللاعب توفي في ظروف صعبة بعدما دافع عن ألوان بلده، إلى غير ذلك من اللاعبين الآخرين الذين رفعوا رأس المغرب عاليا في ميدان كرة القدم.

تبقى الإشارة إلى أن ما حققه المنتخب المغربي في هذه التصفيات، يعود الفضل فيه إلى الجرأة والثقة التي وضعها المسؤلون عن جامعة كرة القدم المغربية، وإلى الروح الوطنية التي خاض بها اللاعبون هذه المقابلات.

ولنا عودة لهذا الموضوع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق