أوناحي: لن نقف عند هذا الحد
قطر / خالد حداد -عبد الله أسعد
قدم عز الدين أوناحي واحدة من أفضل مبارياته في مونديال قطر خلال المواجهة التي جمعت “الأسود” بمنتخب إسبانيا، أول أمس الثلاثاء، برسم الدور ثمن النهائي، لمونديال قطر، استحق عليه إشادة خاصة من طرف مدرب منتخب “لاروخا” لويس إنريكي، ومن مدرب “الأسود” وليد الركراكي.
وأكد لاعب أنجي في حوار أجرته معه “الأمة 24” أنه سعيد بتأهل النخبة المغربية إلى ربع النهائي، لأول مرة في التاريخ، مضيفا أن كل اللاعبين المغاربة فخورون بالتهنئة الملكية التي تلقوها، بعد الإطاحة بمنتخب إسبانيا.
وعبر أوناحي عن ثقته الكاملة في قدرة العناصر الوطنية على مواصلة الحلم، في أفق تحقيق إنجاز أكبر، مشيرا إلى أن كل اللاعبين تحدوهم رغبة كبيرة، في الوصول إلى أبعد نقطة ممكنة، في أول مونديال يقام على أرض عربية.
حققتم إنجازا تاريخيا ستتحدث عنه الأجيال القادمة، هل تدركون حجم ما ما وصلتم إليه لحد الآن؟
نعلم جيدا أننا اجتزنا ما حققه جيل 1986 الذي كان أول من فتح الباب أمام المنتخبات الإفريقية والعربية لعبور محطة دور المجموعات من كأس العالم، ونعي أيضا أن لدينا مجموعة قوية قادرة على تحقيق الكثير، والذهاب إلى أبعد نقطة في هذه المسابقة، وندرك في الوقت ذاته أن وراءنا جمهور عريض يحفزنا ويدعمنا ويدفع بنا إلى الأمام، وحينما نرى فرحة أنصارنا في الشوارع، سواء داخل المغرب أو خارجه، فهذا يذكي حماسنا، ويدفعنا لمضاعفة الجهود، لنكون عند حسن ظنهم، ونحقق النتائج المرجوة، وأكيد نحن فخورون جدا بما حققناه ونتطلع للمزيد، لأنه بإمكان هذا الجيل أن يصل إلى ما هو أفضل، صحيح نشعر بالفخر، لكن دون أن يصيبنا الغرور، وأعتقد أن هذا الأمر باد على محيا كل اللاعبين، ففرحتنا بالتأهل لا يمكن أن تغطي على رغبتنا في المضي قدما، “حيت باقي جيعانين”.
ماذا تمثل لكم المكالمة الهاتفية لجلالة الملك الذي حرص على تهنئتكم بعد الفوز والتأهل؟
لم أكن محظوظا بالتواجد في مستودع الملابس أثناء الاتصال الهاتفي لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، لأنني كنت أخضع لاختبار الكشف عن المنشطات، لكن نحن نعلم علم اليقين أن جلالة الملك، دائما وراءنا ويساندن، لأنه الداعم الأول للرياضة والرياضيين، وأن الشعب المغربي بأكمله يدعمنا في هذا المونديال الذي نبصم فيه لحد الآن على مسار جيد، لذلك نسعى ونتطلع إلى مواصلة التألق، وتقديم أفضل العروض من أجل إسعاد جلالته أولا، وإدخال الفرحة والبهجة على نفوس كل المغاربة أينما كانوا.
ماذا يمكن أن تقول عن بونو الذي تألق بشكل كبير وساهم في التأهل التاريخي؟
نحن لدينا ثقة كبيرة في بونو، لأنه حارس مرمى مميز، كنا نعلم أننا إن بلغنا مرحلة ضربات الترجيح، فإنه سيتكفل بالأمر وسيقودنا للنصر، وهذا ما حصل، إنه واحد من أبرز حراس المرمى في العالم خلال الفترة الحالية، وكلنا ندرك أهميته بالنسبة للفريق، وقد أكد ذلك عن جدارة في مباراة إسبانيا بتصدياته الناجحة التي منحتنا التأهل إلى ربع النهائي، وكما قلت الجيل الحالي من لاعبي المنتخب المغربي يتوفر على الموهبة والقدرة على الوقوف في وجه أي منافس مهما كانت قوته وقيمته، ما يلزمنا الآن هو الهدوء والتركيز، لأن المهمة لم تنته بعد.
هل كان لإنجاز جيل 1986 تأثير عليكم فيما حققتموه، خصوصا أن المدرب الركراكي تحدث عن الموضوع في أكثر من مناسبة؟
بصراحة نحن نركز حاليا بشكل كامل على أنفسنا وما نريد تحقيقه، ولا نفكر كثيرا فيما مضى وما تحقق في السابق، ولا في المنافسين الذين نواجههم، بقدر ما نولي أهمية كبيرة لأنفسنا لنكون في أفضل حال، وحينما ندخل أي مباراة، يكون همنا الوحيد هو الفوز، وليس أن نحقق إنجازا أفضل مما حققه الآخرون، لأننا نريد كتابة تاريخنا الخاص، وهذا يتطلب منا العمل والتكاتف وروح المجموعة، لأنها مفاتيح تدفعنا للتقدم وتفتح لنا الطريق أمام أقوى المنافسين.
تلقيت إشادة كبيرة من لويس أنريكي مدرب إسبانيا الذي نوه كثيرا بأدائك؟
كما قلت سابقا كنت في غرفة إجراء اختبارات المنشطات، ولم أستمع للقاء الصحافي الخاص بالمدربين، وليد الركراكي ولويس إنريكي، ولكن بطبيعة الحال هذا الأمر يسعدني، الحصول على إشادة من مدرب كبير، ولاعب سابق مميز، مر من برشلونة وريال مدريد، لا يمكن إلا أن يكون عاملا محفزا لي من أجل المزيد من العمل والاجتهاد، بهدف الوصول إلى مستويات أفضل، ومساعدة زملائي من خلال تقديم أفضل العروض، والمساهمة بشكل فعال في أي إنجاز نحققه.
إلى أي حد يمكن أن تصل الطموحات بعد ما بلغه المنتخب الوطني؟
أعتقد إذا أعدنا سيناريو كل المباريات التي خضناها منذ بداية مسار مونديال قطر، سيتضح للجميع أننا قدمنا أداء مميزا للغاية أمام منافسين من العيار الثقيل، سواء كرواتيا وصيفة بطل النسخة الماضية بروسيا، أو بلجيكا المحتلة للصفوف الأمامية في التصنيف العالمي للفيفا منذ سنوات، ما يفتح أمامنا أبواب الحلم الذي بدأ يكبر تدريجيا، ويترسخ في أذهاننا، لأنه في كرة القدم كل شيء ممكن، هي مجرد لعبة يتواجه فيها 11 لاعبا ضد 11، ولا مجال فيها للتوقعات القبلية والترشيحات، ومن هذا المنطلق، أعتقد أنه يمكننا تحقيق المزيد، شريطة التحلي بالهدوء وعدم الانجراف كثيرا وراء الاحتفالات، لأن المهمة لم تنته بعد، حصلنا على فرصة الاستمتاع والاحتفال مع أفراد عائلاتنا بعد مباراة اسبانيا، ثم التفتنا للتحضير لما هو قادم.
هل تتابعون احتفالات الشعب المغربي بما تحققونه؟
أكيد أننا نتابع الاحتفالات وتصلنا الأصداء، سواء الجماهير المتواجدة هنا في قطر، أو تلك التي تخرج إلى الشوارع في المغرب وعديد البلدان عبر العالم، علما أن المدرب يرينا بين الفينة والأخرى فيديوهات للجماهير وهي تحتفل بما حققناه، وهذا لا يزيدنا إلا رغبة في مزيد من العطاء والتألق، وقد رأينا كيف أن الجمهور كان حاضرا معنا بقوة أمام إسبانيا، رغم مشكل التذاكر الذي كان مطروحا، لهذا سنحاول أن نواصل تقديم أقصى ما لدينا لإسعادهم، ونطلب منهم أن يستمروا في دعمنا خلال المباراة المقبلة لنواصل كتابة التاريخ
ماذا تقول للجماهير العربية والإفريقية التي تساندكم؟
نعلم جيدا أننا أصبحنا الممثل الوحيد للمنتخبات الإفريقية والعربية في هذه البطولة الاستثنائية، بعد إقصاء كل من تونس وقطر والسعودية، والسينغال والكاميرون وغانا، لذلك نحاول أن نكون في مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقنا، وسنحاول المواصلة على نفس النسق، أملا في تحقيق نتائج أفصل خلال التحديات المقبلة، خصوصا أننا نثق تماما في قدراتنا، ونعرف جيدا إلى أين يمكن أن نصل، بجيل استثنائي من اللاعبين وروح العائلة السائدة داخل محيط المنتخب الوطني، والتي تنعكس بالإيجاب على المنظومة الجماعية فوق أرضية الملعب.