طنجة المتوسط.. إطلاق استراتيجية طاقية خضراء لتحقيق الحياد الكربوني

رشيد عبود:
شرع ميناء طنجة المتوسط في تنفيذ استراتيجية شاملة للتحول الطاقي، تروم تحقيق عمليات تشغيلية خضراء بالكامل في أفق سنة 2030، وذلك استجابةً للتحديات المناخية والتشريعات الدولية، وعلى رأسها قواعد المنظمة البحرية الدولية (IMO)، مع الحفاظ في الوقت ذاته على التنافسية العالمية للميناء.
ووفق ما أوردته مجلة “تشالنج”، فإن هذه الاستراتيجية تضع ميناء طنجة المتوسط في صدارة الموانئ المستدامة على الصعيد الدولي، بعدما بدأ منذ دجنبر 2024، في الاعتماد الكلي على الكهرباء الخضراء، بفضل منشأة شمسية بطاقة 1.3 ميغاواط مُثبتة فوق مبانيه الإدارية، في انتظار تشغيل مشروع شمسي عائم على سد واد الرمل بطاقة 13 ميغاواط، المرتقب أواخر سنة 2025.
كما تشمل الإجراءات – حسب نفس المصدر – تجهيز رصيف بطول 800 م بنظام تزويد السفن بالكهرباء من اليابسة (OPS)، وهو ما يتيح استيعاب سفينة حاويات عملاقة أو سفينتين متوسطتي الحجم في الوقت نفسه، ما من شأنه تقليص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بما يصل إلى 100 طن في كل عملية رسو.
وأكد المصدر ذاته، أن هذه التحولات ترتكز على الابتكار التكنولوجي والرقمنة، بما يعزز القدرة التنافسية للميناء، وبالتالي يدعم جهود شركائه في مسار إزالة الكربون، بحيث يندرج هذا المشروع، ضمن رؤية استراتيجية تعتمد على تقليل البصمة الكربونية، وتعزيز الممارسات الصديقة للبيئة، وفقًا للمعايير الدولية المعتمدة في هذا المجال.
وبفضل هذه الخطوة الطموحة، يرسّخ ميناء طنجة المتوسط الذي أنشئ سنة 2007، مكانته كأحد الموانئ الرائدة في مجال الاستدامة البيئية على مستوى إفريقيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، متماشياً مع التوجهات الدولية الرامية إلى خفض انبعاثات قطاع النقل البحري وتعزيز ممارسات الشحن المستدام.
جدير ذكره، أن التصنيف الاخير للموانئ العالمية الرائدة الذي يعده البنك الدولي ومؤسسة ستاندرد آند بورز، وضع ميناء طنجة المتوسط في قلب خريطة التجارة العالمية، باحتلاله المرتبة الثالثة عالميا في مؤشر أداء موانئ الحاويات لسنة 2025، متجاوزا بذلك موانئ أوروبية وأمريكية كبرى، إذ جاء بعد ميناء شينغان الصيني وميناء صلالة العماني.





