طنجة.. مشاريع إسمنتية وسط غابة ”مديونة“ تستنفر حماة البيئة

رشيد عبود:
أعلن المستشار الجماعي بمجلس مدينة طنجة، حسن بلخيضر، أمس الأربعاء، أنه تم مؤخرا الترخيص لـ135 فيلا سكنية جديدة على مساحة قدرها 35 هكتار غابوي بعد اجتثاث أشجاره، حيث يجري تنفيذ هذا المشروع الإسمنتي وسط غابة مديونة الحضرية لمدينة طنجة.
وأوضح بلخيضر في تدوينة على صفحته الشخصية بالموقع الإجتماعي فيسبوك، أنه لاتوجد لحد الآن، أية معلومات بخصوص الجهة التي تقف وراء المشروع، ومدى قانونية الأشغال والتراخيص التي تستلزم رأي الوكالة الحضرية والمياه والغابات، علما أن الملك محمد السادس سبق وان امر بهدم عشرات الفيلات شيدت بطريقة غير قانونية بتفس الغابة، يضيف المتحدث ذاته.
إلى ذلك، فقد دخلت بدورها ”حركة الشباب الأخضر“ المهتمة بالدفاع عن البيئة على خط القضية، معبرة في بيان أولي لها عن قلقها الشديد من تداول أنباء تتعلق بمنح الترخيص لبناء العشرات من الفيلات الجديدة داخل نطاق غابة ”مديونة“، نظراً لما تمثله هذه المنطقة من أهمية إيكولوجية وبيئية خاصة، وبانها بصدد تجميع المعطيات حول هذا الملف لتحديد موقفها من القضية وما يقتضيه من خطوات عملية لحماية هؤاىالفصاء الطبيعي.
وكانت غابة مديونة، قد تعرضت لعدة حرائق غامضة، من بينها وأخطرها حريق صيف سنة 2017، الضخم والمجهول الأسباب، الذي أتى على أكثر من 165 هكتار من الغطاء الغابوي المكون من الأشجار الغابوية والأعشاب الثانوية في أقل من 24 ساعة.
وتعتبر غابتي السلوقية ومديونة بمنطقة الرميلات، بطنجة، آخر المناطق الخضراء والمتنزهات الغابوية الطبيعية التي سلمت لحد الآن من الزحف الإسمنتي بالمدينة، حيث تحاول عدة جهات بشتى الوسائل إحداث مشاريع عقارية وتجارية داخلها، رغم معارضة المجتمع المدني، والجمعيات المكلفة بحماية البيئة، وهو ما يرخي بظلال من الشك والريبة، حول الأسباب الحقيقية التي تكمن وراء سلسلة الحرائق التي تشهدها هذه الغابات بين الفينة والأخرى، والتي يعتبرها الكثيرون، مريبة وقد تكون مدبرة، في محاولة يائسة من طرف مافيا العقار وأعداء البيئة، للقضاء عليها والإجهاز على نسيجها الغابوي النادر، وهو ما يقتضي تدخل السلطات المعنية لحمايتها من أي محاولة للسطو عليها.






