مندوبية السجون ترد على خرجة عمر الراضي ببلجيكا

نورالدين عفير –
تقدمت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، أمس الاثنين، بمعطيات عديدة بخصوص ما صدر عن السجين السابق عمر الراضي في لقاء منظم بإحدى الدول الأوروبية.
وأكدت المندوبية أن المعني بالأمر “لا يتوانى كلما سنحت له الفرصة، عن الترويج للأكاذيب المتعلقة بفترة اعتقاله، والتي قضاها بين سجني عين السبع 1 بالدار البيضاء وتيفلت 2، حيث اختار هذه المرة لقاء نظم له من طرف فرع جمعية “أمنستي” ببلجيكا، وهي الجمعية التي سبق لها أن روجت لمجموعة من الأكاذيب بخصوص حالة هذا السجين السابق، قبل اعتقاله وبعد ذلك، محاولة إظهاره بصورة المعتقل من أجل حرية التعبير، علما أن التهمة التي كان متابعا بها هي تهمة حق عام ولا علاقة لها بحرية الرأي والتعبير”.
وبالعودة إلى المعطيات الصادرة على لسان المعني بالأمر، وفي ما يتعلق بظروف الإيواء، أكدت المندوبية أن الشخص المذكور منذ إيداعه أول مرة بالسجن المحلي عين السبع طلب من إدارة المؤسسة كتابة تمكينه من غرفة انفرادية، وتمت الاستجابة لطلبه وأودع بغرفة انفرادية تتوفر فيها جميع الشروط الصحية اللازمة وتصون كرامته كسجين. بعد ذلك، قام والد السجين السابق المذكور بشن حملة على إدارة السجن المحلي تيفلت 2 الذي رحل إليه، مدعوما في ذلك من بعض المنظمات الدولية المعروفة بعدائها للمغرب، حيث ادعى أن ابنه معزول عن باقي المعتقلين، لتستجيب هذه الإدارة لطلبه بوضعه بغرفة جماعية، غير أنه لم يمكث بهذه الغرفة إلًا مدة قصيرة وطلب من جديد تحويله إلى غرفة انفرادية لعدم استطاعته التأقلم مع باقي نزلاء الغرفة، ولرغبته في الخلو لمطالعة ما كان يحوزه من كتب ومجلات وجرائد جلبتها له عائلته أو استعارها من مكتبة المؤسسة.
وأفادت المندوبية أن عمر الراضي كان يستفيد من الفسحة، ومن حصص للعزف الموسيقي بالمركز البيداغوجي للمؤسسة، ويحظى بالرعاية الطبية اللازمة، حيث كان يستفيد من استشارات طبية لدى الطاقم الطبي للمؤسسة كلما لزم الأمر ذلك، ويتسلم الأدوية الموصوفة له، بالإضافة إلى الأدوية التي كانت تجلبها له عائلته. فضلا عن ذلك، كان المعني بالأمر يستفيد من حمية وصفت له من طرف طبيب المؤسسة.
وكشف المصدر ذاته أنه سبق للمعني بالأمر أن تعرض لكسر داخل السجن المحلي تيفلت 2، وذلك بسبب خوضه على سبيل المزاح مصارعة بالأذرع (bras de fer) مع أحد السجناء بالزنزانة التي كان يقيم بها، حيث تم إخراجه على الفور إلى المستشفى الخارجي وتم إخضاعه لعملية جراحية أشرف عليها أطباء متخصصون في جراحة العظام والمفاصل. وبمجرد تعرضه لهذا الحادث تم إشعار النيابة العامة لفتح تحقيق في الموضوع، وإخبار عائلته به، وتم حينها الترخيص لوالديه بزيارته في المستشفى.
من جهة أخرى، استفاد المعني بالأمر من عدة زيارات من طرف المجلس الوطني لحقوق الإنسان واللجنة الجهوية التابعة له، ولم يسبق أن تقدم بأية شكاية حول وضعيته داخل المؤسسة.
وشددت المندوبية أن المعني بالأمر حظي بالتفاتات إنسانية من طرف المندوبية العامة، منها إخراجه لزيارة والدته حين إجرائها عملية جراحية بإحدى المصحات الخاصة. كما تم تمكينه بعد عودته إلى المؤسسة من الاتصال اليومي بأمه للاطمئنان عليها، وهي المبادرة التي كانت محل إشادة من السجين وعائلته حينها.
واعتبرت المندوبية أن ادعاء السجين السابق المعني بأن الإفراج عنه قبل استكمال مدة محكوميته جاء نتيجة “الضغط” الذي مارسته منظمة “أمنستي” هو جحود ونكران للجميل، فالجميع مشيرة إلى أن عمر الراضي يعرف حق المعرفة أن خروجه من السجن كان بعفو ملكي سامي، وهو قرار سيادي لا دخل لأية جهة أجنبية فيه.