الباك.. عملية التصحيح تتواصل بحوالي 52 ألف أستاذ وهذا موقف رابطة الآباء

حليمة المزروعي –
تتواصل عملية تصحيح امتحانات الباك، في دورتها العادية برسم الموسم الحالي، والتي انطلقت صباح يوم السبت 31 ماي الماضي، بمختلف مراكز التصحيح عبر التراب الوطني، وسط إجراءات تنظيمية مشددة وترتيبات بيداغوجية دقيقة لضمان مصداقية النتائج وجودة التقييم.
ولتمر هذه العملية في أحسن الظروف، عبأت الوزارة أكثر من 52 ألف أستاذ مصحح، موزعين على 364 مركز تصحيح في مختلف جهات المغرب، مع اعتماد نظام إلكتروني لمسك النقط يضمن السرعة في الإنجاز والدقة في تتبع الملاحظات، ويقلص هامش الخطأ والإشكالات المرتبطة بالتجميع اليدوي.
وتخضع عملية التصحيح، التي تمتد على مدى عشرة أيام، لمجموعة من الضوابط التربوية والإدارية، حيث يتم توزيع أوراق التحرير على المصححين بطريقة عشوائية تضمن الحياد، دون أن تظهر بيانات المترشحين، كما يخضع كل مصحح لتأطير مسبق حول شبكات التنقيط المرجعية التي أعدتها لجن وطنية مختصة، تضمن توحيد المعايير وتجنب التفاوتات بين المصححين.
ولربح الزمن الإداري وتحقيق مزيد من الشفافية في مراحل ما بعد التصحيح، يتم الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة، لاسيما في ما يتعلق بإعادة تصحيح الأوراق بناء على طلبات الطعن التي تُتاح للمترشحين مباشرة بعد إعلان النتائج.
وفي سياق مرتبط بامتحانات الباك، نددت الرابطة الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ باستغلال تصريحات تلاميذ وتلميذات أثناء اجتيازهم امتحانات البكالوريا، في لحظات توتر وضعف نفسي، ونشر مقاطع تتضمن تهديدات وكلاما غير مسؤول وسخرية من الامتحان والمدرسة، معتبرة هذا السلوك اللاأخلاقي واللامهني، الذي يمس كرامة التلميذ المغربي، ويسهم في نشر صورة نمطية تسيء إلى الجيل الصاعد، وتضعف الثقة في المدرسة العمومية.
وعبرت الرابطة عن قلقها البالغ من تشويش هذه التصرفات على سير الامتحانات، عبر الضغط السلبي وتشويه أجواء التركيز المطلوبة، وهذه التصرفات تستغل وضعية نفسية صعبة يمر بها التلاميذ في مرحلة حرجة من حياتهم الدراسية، ولا تحترم كرامتهم، ولا تراعي مسؤولية التنشئة الاجتماعية التي يجب أن تضطلع بها المدرسة والأسرة والإعلام معا. وأشارت الرابطة المذكورة إلى أن مستوى أداء التلاميذ مرتبط بالارتباك الذي شاب العملية التعليمية خلال السنوات الماضية، خاصة بسبب آثار جائحة “كوفيد-19” والضغوط الاجتماعية والاقتصادية على الأسر، مما يتطلب دعم التلاميذ واحتوائهم بدل استغلال أخطائهم، وفق البلاغ الصادر عنها، قائلة: “ندين أي ترويج لسلوكات تحريضية بين التلاميذ، وندعو إلى تكثيف التوعية والاحتواء والتدخل التربوي، والتركيز على النشر الإيجابي الذي يدعم العملية التعليمية ويثمن جهود المترشحين”.