“عين للطفل” نافذة عُمانية أطلقتها وزارة الإعلام لتُنبت الوعي وتنحت الهوية لدى الأجيال

فاطمة ابوناجي /
أطلقت، حديثا، وزارة الإعلام العُمانية منصة “عين للطفل” لتشكل علامة فارقة في المشهد الإعلامي والتربوي. وقد جاء الإعلان الرسمي عن المنصة خلال الدورة الـ29 من معرض مسقط الدولي للكتاب، برعاية الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد.
ليست “عين للطفل” مجرد منصة رقمية موجهة للصغار، بل هي مشروع وطني يستبطن هدفا أعمق وهو ترسيخ الذات العُمانية في وعي النشء وتقديم محتوى لا يغترب عن ثقافتهم بل ينمو بها ويصوغها بلغة العصر. إنها محاولة جادة للوقوف في وجه سيل المحتوى العالمي الذي غالبا ما يُغفل الخصوصيات الثقافية، بل ويذيبها في قوالب نمطية عابرة للهوية.
تستهدف المنصة الفئة العمرية من 4 إلى 18 عامًا، حاملة في جعبتها مزيجًا غنيًا من المواد التعليمية، والتثقيفية والترفيهية ومنفتحة على آفاق الإبداع المحلي من خلال تسليط الضوء على مواهب صُنّاع محتوى الأطفال. وقد صُمم محتواها بعناية ليحاكي اهتمامات الأطفال في مراحلهم المختلفة دون أن يغفل حاجات ذوي الإعاقة السمعية والبصرية، في خطوة تُجسّد مفهوم الشمولية التربوية والحق في المعرفة.
وتتجاوز “عين للطفل” فكرة المنصة إلى فضاءٍ تفاعلي متكامل؛ يتيح إنشاء حسابات شخصية وتحميل المحتوى واستكمال المشاهدة، مما يُضفي على التجربة طابعًا شخصيًا، ويساعد الأهل والمربين على متابعة اهتمامات الأطفال وتوجيههم بذكاء.
من الناحية الرقمية، تقف الأرقام شاهدة على الطموح. فالمنصة التي تضم أكثر من 8 آلاف مادة موجهة للأطفال، من أصل 65 ألف مادة مرئية وسمعية، تمكنت منذ انطلاقها التجريبي أن تحصد أكثر من 16 مليون مشاهدة، وتصل إلى جمهور واسع في أكثر من 170 دولة، من خلال جميع أنواع الأجهزة الذكية.
بهذه الخطوة، ترسخ سلطنة عمان مكانتها كدولة تضع الثقافة في قلب مشروعها التنموي، وتؤمن بأن بناء الإنسان يبدأ من الطفولة، لا بخطاب الوعظ، بل بلغة المحتوى الذكي والجذاب، المتجذر في الأرض، والمحلق في أفق العالم.