اقتصاد

طنجة.. “FRS” تنهي خدماتها بين طنجة وطريفة لصالح ”باليريا“ الإسبانية وتحويل الخط إلى ”ممر أخضر“

رشيد عبود:
أعلنت الشركة الألمانية “FRS-DFDS” للنقل البحري رسمياً، عن إنهاء خدماتها في نقل المسافرين والبضائع على الخط البحري الرابط بين ميناء طنجة المدينة وميناء طريفة، وذلك بعد 25 عاماً من النشاط المستمر.

وذكرت شركة “إف.إر.إس” التي أصبحت منذ عام 2024، تابعة لشركة الشحن الدنماركية DFDS Seaways، في بلاغ لها، أن يوم الأحد، 5 ماي الجاري، سيكون موعد آخر رحلة لها على هذا الخط، مشيرة إلى أن شركة “باليريا” ستتولى استغلاله لاحقاً، بعد فوزها بصفقة تفويض الامتياز التي أشرفت عليها الهيئة المينائية بالجزيرة الخضراء.

وخلال هذه المدة، أوضحت “FRS” أنها نقلت أزيد من 16 مليون مسافر، وكانت السباقة إلى إدخال العبارات السريعة على هذا المسار، مما ساهم في تقليص مدة العبور بين شمال المغرب وجنوب إسبانيا.

وأكدت الشركة في ختام بلاغها، أن أنشطتها ستتواصل بشكل طبيعي على باقي الخطوط البحرية، خاصة بين ميناء الجزيرة الخضراء وميناء طنجة المتوسط، وكذا بين الجزيرة الخضراء ومدينة سبتة المحتلة.

وستشرع شركة باليريا الإسبانية في تشغيل هذا الخط اعتبارًا من 8 ماي الجاري، باستخدام العبّارة السريعة “أفي مار دوس” (Avemar Dos)، مع خطط لإضافة عبّارة سريعة ثانية “جاومي الأول” (Jaume I) في يونيو المقبل.

وفي إطار التوجه نحو مستقبل مستدام لمشروع “الممر الأخضر”، تخطط باليريا لاستثمار 160 مليون يورو على مدى 15 عامًا لتحديث الخط، بما في ذلك بناء عبّارتين كهربائيتين بالكامل، مما يجعل هذا الخط أول “ممر أخضر” بين أوروبا وأفريقيا، إذ من المتوقع أن تكون هذه العبّارات الصديقة للبيئة جاهزة للعمل بحلول عام 2027.

ويمثل هذا التطور – حسب مسؤولي الشركة الإسبانية – خطوة استراتيجية مهمة في تعزيز الروابط بين أوروبا والمغرب، خاصة مع اقتراب تنظيم كأس العالم 2030، حيث يُتوقع أن يلعب ميناء طريفة دورًا محوريًا في تسهيل حركة المسافرين والبضائع مع ميناء طنجة المدينة.

وكانت باليريا، قد استحوت نهاية السنة الماضية على صفقة إدارة خط طنجة المدينة-طريفة، بعد إرساء مناقصة الرصيف رقم 3 بميناء طريفة، من قبل سلطة ميناء الجزيرة الخضراء، حيث جاء الفوز بالصفقة بعد تقديمها لمشروع فني متقدم من الناحية التكنولوجية والأكثر استدامة بيئيًا يركز على تحويل هذا الممر إلى نموذج يحتذى به في التنقل الحديث والاستدامة الدولية، بالتعاون مع جميع الجهات المعنية، كما أكدت، أنها ستعمل كمحرك اقتصادي للمنطقة من خلال تعزيز التشغيل المحلي، وتشجيع دمج المهنيين من القطاع البحري في المنطقة،

وفي هذا الإطار، أثار مصير عمال شركة “FRS” التي كانت صاحبة الامتياز بعض الجدل، إذ طالبت نقابة عمال من الشركة الفائزة باليريا تولي فائض العمالة لدى شركة “إف.إر.إس”، بحيث دعا اتحاد العمال إلى تفادي تحميل الشغيلة كلفة هذا التغيير بين الشركات، واعتبر أن وعود السلطات المينائية، والسلطة المحلية على مستوى إقليم الأندلس، تنتظر تحركا من الشركة الفائزة لإعادة توظيف العمالة على خط طنجة المدينة-طريفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق