طنجة.. عملاق الشحن الدنماركي ”مايركس“ يعتمد على المتوسطي لتفادي هجمات الحوثيين في البحر الأحمر

رشيد عبود:
أعلنت الشركة الدنماركية عملاقة الشحن الدولي البحاري ”Maersk“، أنها ستعتمد ميناء طنجة المتوسط إلى جانب ميناء الجزيرة الخضراء، كمراكز لوجيستيك لإعادة الشحن نحو دول أوروبا وباقي بلدان البحر الأبيض المتوسط والهند في الفترة المقبلة.
وبحسب مصادر إعلامية متخصصة نقلت عن ”مايرسك“، أنه بسبب هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، قررت اتخاذ مجموعة من الإجراءات من أجل استمرار سيرورة الشحن عبر العالم، دون أي تعثرات نتيجة تلك الهجمات.
وفي هذا السياق، أعلنت ”مايرسك“، أنها ستعتمد أكثر على ميناء طنجة المتوسط وميناء الجزيرة الخضراء مراكز لإعادة الشحن، وكنقط للتواصل مع باقي الموانئ العالمية الأخرى.
ويتوقع أن تساهم هذه الخطوة في الرفع من النشاط المينائي في ميناء طنجة المتوسط خلال الشهور المقبلة، وهو ما قد ينعكس بشكل إيجابي على نشاط الميناء بشكل عام خلال السنة الجارية.
جدير ذكره، أن أكثر من 500 سفينة حاويات تعد ربع سعة شحنات العالم تحولت عن البحر الأحمر، وسط خسائر تتصاعد عربيا، ومناشدة صينية بتوقف الحوثيين عن استهداف السفن، وتقديرات ترى أن العالم أكثر تضررا من إسرائيل.
وتشير الأرقام التي أوردتها تقارير غربية، إلى تصاعد الأضرار عربيا وعالميا، جراء تصعيد حوثي غير مسبوق، في منطقة البحر الأحمر وباب المندب، على خلاف ما ذكرت الجماعة المدعومة إيرانيا، بأن تكلفة تصعيدها سيكون الأعلى على إسرائيل، بهدف إيقاف حربها المستمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي.
ولحقت هذه الأضرار الإقتصادية بعدد من دول المنطقة والعالم، دون أن يكون تأثيرها مماثلا على إسرائيل – وفق التقارير ذاتها – عقب قرار الحوثيين قبل نحو شهر باستهداف السفن التي تعبر لتل أبيب، حيث تأثرت حركة الملاحة فى قناة السويس المصدر الرئيسي للعملة الأجنبية في مصر التي تشهد أوضاعا اقتصادية صعبة، بانخفاض نحو 30% فى الفترة من 1 إلى 14 يناير 2024.
كما انخفض دخل قناة السويس بنسبة 40% عن نفس الفترة مقارنة بمثيلتها العام الماضى، بانخفاض عدد السفن المارة من 777 سفينة إلى 544 سفينة فى الفترة نفسها، مع تسجيل تراجع فى التجارة العالمية بنسبة 1,3% خلال شهرى نوفمبر وديسمبر 2023، وارتفاع أسعار تكلفة الشحن الوارد عبر مضيق باب المندب بنسب وصلت إلى 170%، مع توجه شحن حاويات لتعليق رحلاتها عبر البحر الأحمر حتى إشعار آخر، مما أجبر حكومات عربية لاتخاذ تدابير عاجلة لمواجهة تداعيات الأزمة خشية الآثار التضخمية المحتملة على السوق المحلية، من بينها الحكومة الأردنية.
كما دفعت هذه التطورات الصين التي تعد أكبر مصدر في العالم، إلى مطالبة الحوثي بوقف المضايقات والهجمات على السفن المدنية، وحث جميع الأطراف المعنية على ضمان السلامة والأمن في البحر الأحمر، وفق المتحدث باسم وزارة الخارجية، وانغ وين بين، في المؤتمر الصحفي الدوري.
من جانبها، أعلنت شركة الشحن الدنماركية “تورم”، الجمعة، 12 يناير 2024، تعليق جميع عمليات النقل عبر جنوب البحر الأحمر، بسبب هجمات المتمردين الحوثيين في اليمن على سفن تجارية.
وقالت متحدثة باسم الشركة المذكورة، لقد قررت شركة تورم اليوم وقف جميع عمليات العبور في جنوب البحر الأحمر حتى إشعار آخر” ، إذ تمتلك الشركة الدنماركية أسطولا يضم حوالى 80 سفينة وتتخصص في نقل المنتجات البترولية.
وتكثف جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران هجماتها على السفن العابرة لباب المندب في البحر الأحمر، مما يؤثر سلبا على نشاط قناة السويس المصرية، كطريق حيوي للتجارة الدولية بين الشرق والغرب، وردا على ذلك، أصدرت بعض شركات الشحن العالمية، تعليمات صارمة للسفن بالإبحار بدلا من ذلك مؤقتا، حول جنوب القارة الأفريقية، وهو طريق أبطأ وأطول، ومن ثم أكثر كلفة زمنية ومالية.
وفي سياق متصل، اتخذت شركات النقل البحري العالمية عدة إجراءات لتجنب هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، وذلك حماية لسفنها واساطيلها الملاحية التجارية من القرصنة، إذ قررت مجموعة CMA CGM تغيير مسار عدة سفن في اتجاه رأس الرجاء الصالح، فضلا عن توقيف خططها الرامية لزيادة عدد السفن العابرة لقناة السويس تدريجيا.
كما أعلنت مجموعة EURONAV عن تجنب سفنها المرور عبر منطقة البحر الأحمر إلى غاية إشعار آخر، في حين قررت EVER GREEN عن تغيير المسار نحو الطريق البحري رأس الرجاء الصالح، مع توقفها عن قبول نقل البضائع الإسرائيلية.
بدورها، واصلت HAPA GLYOLD تحويل مسار سفنها من قناة السويس إلى رأس الرجاء الصالح، وهو نفس الإجراء الذي اعلنت عنه شركة الحاويات الكورية الجنوبية HMM بعدما أمرت سفنها التي تستخدم قناة السويس بتغيير مسارها نحو مسار آمن، بينما قررت شركة ONE تغيير مسار السفن نحو رأس الرجاء الصالح، مع التوقيف المؤقت لكافة رحلاتها البحرية.