وأخيرا.. حملة لتحرير الملك العمومي بمدينة سيدي يحيى الغرب

محمد بنجدو
شنت السلطات العمومية بمدينة سيدي يحيى الغرب بداية الأسبوع الجاري حملة أمنية تنظيمية يقودها قائدا الملحقتين الإداريتين رفقة عناصر من الأمن الوطني والقوات المساعدة إلى جانب الأعوان المساعدين, العملية استهدفت هدم عدد من المحلات العشوائية المخصصة للنشاط التجاري وذلك على مستوى الشارع المار عبر مركز تصفية الكلي باتجاه حي الوحد2، حيث أسفر التدخل على تحرير مناطق واسعة من الملك العمومي التي ظلت محتلة من قبل الباعة الجائلين والفراشة وكذلك تجار المتلاشيات لتطال ظاهرة الاحتلال حتى مداخل المؤسسات العمومية والخاصة ، التي لم تسلم من تداعيات ومظاهر الفوضى التي أضحت حديث الخاص والعام .
ولعل هذه الخطوة التي تأخرت طويلا تأتي في سياق الزيارات الأخيرة السرية والغير المعلنة التي قام بها عامل عمالة إقليم سيدي سليمان إدريس الروبيو الذي يكون قد أصدر تعليمات بهذا الخصوص ، ما حذا بالسلطات العمومية إلى الإقدام على هذه الخطوة التي وصفت بتقدير المتتبعين للشأن المحلي بالإجراء الحاسم والوقائي لوقف النزيف والحد من التطاول على الملك العمومي , وهو الإجراء الذي سبقته فيما- نذكر- مشاورات ونقاشات مطولة إلا أن قرار التنفيذ خالف الموعد ولم تكن النتائج وفق ما تطلعت إليه الساكنة !?
وتقييما لهذه العملية التي بموجبها تم تحييد حالات من مظاهر الفوضى والاحتلال الغير المشروع لفضاءات نفعية ومعها الشارع العام، فقد خلفت أجواء من الارتياح عقب التفاعل الإيجابي للباعة الجائلين الذين أبدوا عن مواقف محفزة لإنجاح هذه الخطوة (المتأخرة) التي أقدمت عليها السلطات ومع ذلك تبقى محاولة لإعادة النظام للشارع العام وإنقاذ المدينة من وضع بات يوصف بالكارثي مقارنة مع مشاهد التخلف والإهمال التي تفاقمت بشكل خطير في ظل صراعات داخلية وتقلبات مزاجية يمر بها المجلس البلدي في أفق استمرار الخلاف والتفرقة بين مكوناته، وضع غير طبيعي بكل تأكيد أصبح معه مصير المدينة موكولا للصدفة، فكان متوقعا أن يتسع الإهمال وتستغله بعض الأطراف التي وجدت في الفراغ ما يبرر ممارساتها فلا شارع عام بقيت له ميزته ولا فضاءات عمومية سلمت أمام سيادة أجواء اللانظام والحياد السلبي في مواجهته.
على أي، المبادرة تبقى إيجابية قياسا مع ردود الأفعال المؤيدة لها ونجاحها يتطلب الاستمرار في مواصلتها ومحاولة توسيع هذه الحملة التي لا نريدها على كل حال مجرد نظرة إلى الداء وكفى، بقدر ما نتمناها قطعا نهائيا مع العبث والفوضى ويشمل التطهير جميع النقط والمحاور وإذا النعمة عمت كان الاطمئنان وأمكن الخروج بالمدينة من الفوضى إلى النظام ومن الأوساخ إلى فضاء يساير وضعها الإداري باعتبارها مدينة حضرية ومن المفروض أن تتخلص من مظاهر البؤس والبداوة وتلتحق بمصاف مدن صغيرة مماثلة مجاورة لا داعي لتسميتها، ارتقت وقطعت أشواطا على طريق التنمية، في حين سيدي يحيى الغرب استثناء وقدر مسلط …