الفنيدق.. شاطئ الريفيين يلفظ “دلفينا” نافقا

رشيد عبود
لفظ البحر، مساء أمس الثلاثاء، “دلفينا” ناضجا نافقا، يبلغ طوله 1.80م، وعرضه 0.70م، ووزنه 180 كلغ، بشاطئ الريفيين، بالفنيدق، عمالة المضيق الفنيدق، إذ تعد هذه الواقعة واحدة من الحوادث التي تذكر بأهمية المحافظة على البيئة البحرية، وحماية التنوع البيولوجي بالمتوسط.
وتبين من هيأة الدلفين الخارجية، أنه لم تمض مدة كبيرة على نفوقه في البحر، بحيث لازال في حالة جيدة، ما يرجح أن يكون قد علق بشباك مراكب الصيد بالجر الممنوعة أو جرى صيده بالخطأ، قبل التخلص منه في عرض البحر لتجنب المتابعة القانونية، بسبب حضر اصطياد هذا الكائن البحري المهدد بالإنقراض أو قتله.
وأضافت المصادر ذاتها، أنه وبعد معاينة الدلفين من قبل السلطات البحرية المختصة، تواصلت السلطات المحلية مع الجهات المعنية، وتم استدعاء فرق بيئية لفحص الدلفين وتحديد أسباب وظروف الحادث، حيث تم إجراء تحاليل أولية قد تساعد في فهم ما إذا كانت أسباب النفوق طبيعية أو ناجمة عن تلوث بيئي أو نشاطات بشرية محظورة، وذلك قبل نقله لطمره والتخلص منه في ظروف آمنة.
إلى ذلك، فقد دعا ناشطون في مجال حماية البيئة بضرورة التحقيق في الأسباب التي تقف وراء نفوق الدلفين، كما طالبوا باتخاذ إجراءات فورية لحماية الحياة البحرية وضمان سلامة البيئة، مع ضرورة دراسة وتقييم الوضع من قبل الجهات المعنية، من ادأجل وضع استراتيجيات فعالة لمواجهة التحديات التى تواجه الكائنات البحرية.
وكانت بعض شواطئ الشمال، قد شهدت خلال السنين الأخيرة ولأكثر من مرة، نفوق عدة دلافين، غير أنه لم يتم الكشف عن سبب نفوقها، إذ تؤكد إحصائيات دولية نفوق حوالي 4 آلاف دلفين بالبحر الأبيض المتوسط سنويا.
هذا، ويرتبط نفوق الدلافين عادةً بعدة عوامل، أهمها تلوث المياه، نقص الغذاء، أو الإصابة بأمراض معينة، والتي قد تؤثر سلبًا على الكائنات البحرية وتدق ناقوس الخطر حول الحالة البيئية في المنطقة، امام تنامي المخاوف من أن تلوث البحار والمحيطات أو تغيير الأنماط المناخية، قد يؤديان إلى تفشي مثل هذه الظواهر المقلقة.
وأفادت دراسة ميدانية نُشرت عبر مجلة “African Journal of Marine Science” وجود تأثير بليغ للصيد عبر الشِباك الكيسية على أسماك الدلافين في البحر الأبيض المتوسط قبالة المغرب.
وأكدت ورقة بحثية، بأن الدراسة التي تم إجراؤها سنة 2020، تحديدا بسواحل الحسيمة، كشفت أنه تم اصطياد ما مجموعه 121 دلفينا في الشباك خلال 48 رحلة صيد (أربع رحلات شهريا طوال سنة 2020)، وتم تسجيل وفاة 11 من الدلافين المصطادة، كما تضمنت كل رحلة عملية صيد واحدة إلى ثلاث، موضحة أن عدد عمليات الصيد التي تمت ملاحظتها مباشرة خلال عملية البحث وصلت إلى 94 عملية.
