مجتمع

طنجة.. اعتقالات بالجملة لـ”الحراكة” بالشمال لمواجهة نداء “15 شتنبر الفيسبوكي”

رشيد عبود //

شهدت مدن الشمال، نهاية الأسبوع، استنفارا أمنيا استباقيا غير معهود للسلطة المحلية والقوات العمومية والشرطة والدرك الملكي والقوات المساعدة ووحدات الجيش والبحرية الملكية، للتحقق من صحة الإشاعات المتداولة التي تحرض على الهجرة السرية الجماعية إلى سبتة المحتلة، والحد من محاولات الاستغلال المرتبطة بها.

وعززت السلطات الإقليمية بعمالة المضيق- الفنيدق، الإجراءات الأمنية المشددة على طول ساحل مدينة الفنيدق “كاستيوخو” وملحقاته، لمواجهة تهديد هجوم مهاجرين متوقع يوم الأحد، 15 شتنبر 2024، الذي تم الترويج له على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تم اختيار هذا التاريخ للتوجه نحو مدينة سبتة عبر البحر، وهو ما أسفر عن اعتقال 60 شخصا بتهمة التحريض على هذه المحاولات.

وفي سياق متصل، أقدمت المصالح الأمنية المعنية بالعرائش، أول أمس السبت، على حجز حافلة قادمة من أكادير بالمدخل الجنوبي للطريق السيار للعرائش، وتوقيف 16 مرشحا للهجرة غير المشروعة ضمنهم 5 مرشحين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، كانوا متوجهين على متنها إلى تطوان، استجابة لنداء “15 شتنبر الفيسبوكي”، وقد تم إيداع الحافلة المتورطة في نقل “الحراكة” المحجز الجماعي للمدينة، لمخالفتها لقانون النقل على الطرق متعلقة بالرخص والأوراق.

كما أوقفت مصالح الشرطة بمدينة تارجيست، بإقليم الحسيمة، الخميس المنصرم، خمسة أفراد، بينهم قاصرون ينحدرون من الجماعة القروية بني أحمد أمكزن، نواحي الحسيمة، كانوا يخططون للانتقال على متن حافلة للنقل العمومي الرابط بين المدن، إلى تطوان عبر المحطة الطرقية لتارجيست، بغرض الهجرة السرية أيضا بعد التهييج والترويج لها من قبل صفحات مجهولة بمواقع التواصل الاجتماعي، وفقا لما أدلوا به أثناء التحقيقات في مفوضية الأمن بتارجيست.

كما نجحت القوات العمومية زوال اليوم الأحد، من إحباط محاولة جماعية لعشرات المرشحين للهجرة السرية غالبيتهم قاصرين، اقتحام سياج سبتة المحتلة، حيث قامت بتجميعهم بعد محاصرتهم على مشارف منطقة الأنشطة الاقتصادية بالفنيدق المجاورة لسبتة، وذلك رغم المقاومة العنيدة والرشق بالحجارة التي تسببت في إصابة بعض عناصر هذه القوات.

وتأتي هذه الإجراءات ضمن إطار التشديد الأمني لمكافحة الهجرة السرية، التي أصبحت مصدر قلق كبير للسلطات المحلية، وقد أدى الاهتمام الواسع بهذه الظاهرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى زيادة محاولات الشباب والقاصرين للعبور إلى سبتة المحتلة.

وأفادت مصادر إعلامية جهوية بأن سيارات الأجرة والحافلات المتوجهة إلى الشمال، وخصوصا إلى مدن تطوان، المضيق والفنيدق، تخضع لتفتيش دقيق، وقد يعاد توجيهها إلى مناطق أخرى إذا كان هناك اشتباه بشأن وجهة الركاب. وتسعى هذه التدابير إلى منع استغلال وسائل النقل في تسهيل محاولات الهجرة غير القانونية، مما يعكس التزام السلطات القوي بمكافحة هذه الظاهرة وضمان عدم تيسيرها بأي شكل من الأشكال، إذ أنه ولحدود السبت الأخير، تم توقيف وضبط ما يقارب 336 مرشحا محتملا للهجرة السرية من مختلف المدن، كانوا متوجهين نحو مدن الشمال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق