الكتاب الموحد يؤجج غضب الكتبيين تجاه بنموسى

حليمة المزروعي //
أثار قرار وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولى والرياضة، باعتماد نظام الكتاب الموحد الخاص ببعض المواد الأساسية لما يفوق 2600 مدرسة ريادية بالمغرب على أن تعمم التجربة في القادم من السنوات، وذلك في غياب تام لكل الفعاليات والأطراف المعنية بالكتاب المدرسي، غضب الكتبيين، بدعوى غياب رؤية استراتيجية واضحة للوزارات المعنية من أجل الحفاظ على مكونات سلسلة بيع الكتاب، وتطويرها وهيكلتها في إطار قانون يؤطرها وينظم عملها بما ينأى بها عن الاحتكار من طرف جهة دون غيرها، كما هو معمول في باقي دول العالم.
وحسب الجمعية المغربية للناشرين، وجمعية الكتبيين المستقلين بالمغرب، والجمعية المهنية للكتبيين بالمغرب، ورابطة الكتبيين بالمغرب، فإن القطاع بات يعيش مرحلة مفصلية تهدد صيرورته وكينونته في القادم من السنوات، منددين بدفتر التحملات الخاص بمناقصات طبع الكتب، والذي وضع على المقاس بعدما عمدت الوزارة إلى تغيير مقاسات الطبع المعتادة في الكتب المدرسية بمقاسات لا تتوفر إلا عند مطبعتين بالمملكة، على أن توزع الكتب على الأكاديميات التي ستوزعها بدورها على النيابات، ومنها إلى المدارس.
واعتبر الكتبيون ذلك قفز على دور الكتبي وتهديد لمصادر دخله، حيث يتناقض مع الأعراف الجاري بها العمل عبر العالم، والتي تقضي بدعم المكتبات من أجل الحفاظ عليها، باعتبارها فضاءات ناشرة للثقافة والمعرفة، مؤكدين على ضرورة التكتل ورص الصفوف من أجل خلق فيدرالية وطنية للجمعيات المهنية العاملة في القطاع، بغية حماية قطاع النشر والكتاب، وخلق قانون ينظم ويؤطر المهنة، ويصونها من كل الشوائب التي باتت تعرقل سيرها العادي.
وشرعت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في التنسيق مع المهنيين حول التوجه نحو التأسيس الفعلي للكتاب الوحيد، والإنهاء مع الوضعية السابقة التي كانت تعرف تسويق تشكيلات مختلفة من الكتب التي تخص مستوى دراسيا بعينه ومادة بعينها تحديدا، حيث عقدت الجمعية المغربية للكتبيين، منذ أسابيع، اجتماعا مع مدير مديرية المناهج بالوزارة الوصية بهدف تدارس مستجدات الدخول المدرسي المقبل.
وأسفر الاجتماع عن تبني مجموعة من الخلاصات التي سيتم العمل على تنفيذها خلال الموسم الدراسي 2024- 2025، إذ من المرتقب أن تعتمد مدارس الريادة التي سيرتفع عددها إلى 2626 مدرسة على الكتاب الوحيد والموحد في مادتي اللغتين العربية والفرنسية ومادة الرياضيات، ستعمل الوزارة على تأليفه، على أن يتم بيعه وتسويقه من قبل المكتبات. ووفق جمعية الناشرين، ستعتمد الإعداديات الرائدة التي سيصل عددها إلى 230 إعدادية على الكتاب الوحيد والموحد على صعيد المملكة الخاص باللغتين العربية والفرنسية ومادة الرياضيات، والذي يرجع تأليفه إلى الوزارة كذلك وتسويقه إلى المكتبات، حيث جاءت هذه الخطوة، بعد التقرير الأخير لمجلس المنافسة، والذي رصد وضعية الكتاب المدرسي المغربي بالسوق الوطنية، مما دفع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، إلى جانب الجمعيات المهنية للكتبيين نحو تفعيل التوصيات التي كانت قد وردت ضمنه بهدف تجاوز الإكراهات التي يعاني منها سوق الكتاب المدرسي، حيث بدأت في تدارس الأمر على بُعد ثلاثة أشهر من بداية الموسم الدراسي المقبل.