
الرباط- عبد الحق العضيمي //
واجه محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، أول أمس الاثنين، انتقادات لاذعة من البرلمانيين بسبب ارتفاع أسعار الأضاحي خلال عيد الأضحى هذا العام.
وقالت وسيلة الساحلي، عضو الفريق الدستوري الديمقراطي الاجتماعي، إن “ما حدث بمناسبة عيد الأضحى لهذه السنة كان استثنائيا، حيث شهدت أسعار الأضاحي ارتفاعا غير مسبوق، مع نقص في العرض والجودة، مما تسبب في معاناة كبيرة للمواطنين”.
وأضافت الساحلي، أنه على الرغم من تدابير الحكومة لتأمين وفرة العرض في الأسواق، إلا أنها لم تكن كافية، مشيرة في هذا الصدد إلى التأخر في منح التراخيص للمستوردين، ما أدى إلى ارتفاع ثمن الخروف في أوروبا، خاصة في إسبانيا التي تدرك أهمية عيد الأضحى لدى المغاربة.
واقترح الفريق الدستوري الديمقراطي اتخاذ إجراءات استباقية لتجنب تكرار ما حدث هذه السنة، بما في ذلك فتح تراخيص الاستيراد في وقت مبكر وتنويع مصادر الاستيراد، موضحا على لسان الساحلي أن هدف هذه الاقتراحات هو تمكين المواطنين من أداء هذه الشعيرة الدينية دون معاناة.
من جهتها، طالبت برلمانية من المعارضة باستقالة وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محملة إياه مسؤولية الفشل في تدبير ملف أضاحي العيد.
واعتبرت البرلمانية المنتمية للفريق الاشتراكي، أن وزيرا يحترم نفسه كان يجب عليه أن يقدم استقالته بعد التدبير “الكارثي” لملف عيد الأضحى، واصفة ما تعرض له المغاربة خلال هذه المناسبة الدينية من غلاء وشجع وغياب مراقبة بـ”الأمر المعيب”.
وفي مواجهة هذه الانتقادات، دافع صديقي عن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة تحضيرا للعيد، مشيرا في هذا الصدد إلى دعم الأعلاف وفتح باب الاستيراد، علاوة على ترقيم أزيد من 6 ملايين رأس من الأغنام، واستيراد أزيد من 400 ألف رأس أخرى، بمبلغ إجمالي بلغ 237 مليون درهم، مع الإعفاء من رسوم الاستيراد والضريبة على القيمة المضافة.
وأرجع الوزير السبب الرئيسي لارتفاع أسعار الأضاحي إلى توالي سنوات الجفاف التي أثرت سلبا على الموفورات العلفية، موازاة مع الظرفية التي شهدت ارتفاع تكلفة الأعلاف.
وأعرب صديقي عن أمله في تحسن الظروف المناخية في السنة المقبلة، مشيرا إلى أنه بدون التساقطات المطرية لن تكون هناك أي حلول فعالة، قبل أن يؤكد على انفتاح وزارته على جميع الاقتراحات بهذا الباب.