مجتمع

التوجيه بالنظير.. أسلوب يسلكه تلاميذ ثانوية محمد السادس التقنية

زهير عوينتي //
شعبة علوم الاقتصاد والتدبير بثانوية محمد السادس التقنية بمديرية مراكش تختتم أنشطتها التربوية يومه الجمعة 17 ماي من عام 2024 بلقاء توجيهي أشرفت على تأطيره كل من أمال التادلي أستاذة مادة الإنجليزية، و لطيفة العبدلاوي أستاذة علوم الاقتصاد وذلك لفائدة تلاميذ المؤسسة، وقد جاء تنظيمه نظير إلحاح التلاميذ و إستجابة لطلباتهم المتكررة وأسئلتهم قصد معرفة آفاق تخصصهم المدرسي ومسارهم المهني بعد حصولهم على شهادة البكالوريا، وكذا تطلعهم لمعرفة المزيد عن المهن والوظائف و التخصصات الجامعية ومختلف التكوينات المهنية المرتبطة بها.
وقد نوه السيد عبد الرحيم بوسوس مدير الثانوية التقنية بعد الشكر والإشادة بمجهودات جميع الأستاذات والأساتذة الحاضرين والحاضرات، وكذا التلميذات و التلاميذ المشاركين والمشاركات، و اعتزازه بمبادراتهم التربوية، معتبرا أن التوجيه المدرسي هو: “خطوة تسمح للمتعلم بخلق تفاعل إيجابي بين ذاته والمحيط باعتباره تفاعلا ذهنيا ووجدانيا، نفسيا واجتماعيا، قياسا إلى إسقاطات مستقبلية لمسارهم الدراسي والمهني”. وأضاف قائلا: “إن سعي التلميذ إلى توثيق سيرورة تفكيره في مشروعه الشخصي، وتفاعله الجدي مع التوجيه المدرسي والمهني والجامعي يستلزم المشاركة في مثل هذا النشاط التربوي حتى يتملك الآليات المعرفية والمهاراتية التي تتطلبها عملية بناء المشروع وتوطيده وتدقيقه”.
وقد حضر هذا اللقاء التوجيهي مجموعة من الأستاذات والأساتذة من تخصصات مختلفة، وشارك في إخراجه تلميذات و تلاميذ المؤسسة بفاعلية واهتمام بالغين عبر فقرات و أساليب متنوعة، وقد اعتمدت في ذلك الأستاذة أمال التادلي تقنية التوجيه بالنظير كشكل من أشكال التوجيه حيت يكون الطالب المتمرس معلما نظيرا لطالب أو تلميذ جديد يتقاسم معه أفكاره وتجربته، ويساعده في إختيار التوجه الصحيح الذي يمكنه من التكيف مع المناهج وأسلوب الحياة المدرسية أو الجامعية أو المهنية و بالتالي تحقيق التفوق الذي يطمح إليه. فدائما، ما يطور التلميذ أو الطالب الموجه صداقات من خلال مشاركته في التوجيه بالنظير مع الآخرين، و يكون راضيا على مساعدة من هم أقل خبرة منه و أصغر سنا، كما أن التقارب في السن والخبرة و المستوى التعليمي عوامل مهمة في إنجاح مثل هذا النوع من التوجيه.
ويعتبر لحسن اد ياسين، أستاذ مادة الرياضيات، أن عملية التوجيه بالنسبة لتلاميذ الجذع المشترك و الأولى بكالوريا محطة مهمة و أساسية لما لها من دور في تحديد مسارهم الدراسي ومستقبلهم المهني، فالاختيار الصائب يؤدي دائما إلى تحصيل نتائج جيدة وتحقيق أهدافهم وطموحاتهم. و على العكس، فقد يؤدي أحيانا إلى ما لا تحمد عقباه كالهدر المدرسي أو ضياع سنوات دراسية من مسارهم الدراسي. ولهذا يحتاج التلميذ، في هذه الفترة، إلى اهتمام خاص وإلى توجيه دقيق من لدن جميع المتدخلين والفاعلين التربويين. فيما ركزت الأستاذة لطيفة العبدلاوي على أهمية مواكبة ومتابعة التلاميذ من طرف الأستاذ و إشراك الموجه بالنظير للأخذ بأياديهم نحو المسار الصحيح، وأن اعتماد التوجيه بالنظير تعد تجربة تربوية وإنسانية تستحق الإعادة داخل المؤسسة.
أما فاطمة الزهراء أحسيني، أستاذة علوم المهندس، فقد سلطت الضوء على الإكراهات المحتملة في مسار التلميذ الدراسي والتكويني والتي من شأنها خلق انعطافة لم يكن ليتوقعها. وعلى هذا الأساس اعتبرت أن مساعدة التلميذ على الوعي بالاختيار، وتصنيف وترتيب الإمكانات المتاحة حسب المؤهلات والقدرات والرغبات، والإدراك الجيد لتعقد المسار الدراسي لديه وإمكانية انحرافه يحتاج إلى الإيمان بالمحتمل وأنه جزء من التطور والتغير، وبالتالي اعتماد منطق بديل لمعالجة المشكل، و استكمال المشوار إلى أن يحقق هدفه.
و اختتم هذا اللقاء التوجيهي بزيارة معرض حرفي تضمن إبداعات و إنتاجات التلاميذ كاللوحات الفنية التشكيلية، والأواني الفخارية، والصناعات النباتية، وأشياء أخرى تتعلق بالزينة والتجميل، والذي اعتبرته فاطمة الزهراء النظيفيين، أستاذة الإعلاميات، من بين أغنى الفقرات التعبيرية كونه يحيل على الروح الإبداعية للتلاميذ والمهارات الحرفية والقدرة التدبيرية و الرؤية المتحفية للأشياء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق