طنجة.. حيتان الأوركا “القاتلة” تهاجم مرة أخرى قاربا شراعيا قبالة “رأس سبارطيل”

رشيد عبود //
هاجمت حيتان الأوركا، قاربا شراعيا إسبانيا كان على متنه مواطنين إسبانيين، قبالة سواحل “كاب سبارطيل” غرب طنجة، حيث أثمرت الجهود في إنقاذ الطاقم، بينما تسببت الهجمات في إغراق القارب، وفق تقارير صحفية إسبانية، علما أن البحارة المحليون باتوا يرصدون وبشكل شبه يومي، أسرابا من هذه الكائنات البحرية وهي تجوب سواحل طنجة والقصر الصغير.
وحسب التقارير ذاتها، فقد تعرض القارب الشراعي الترفيهي الذي يحمل إسم “Alboran Coñac” المسجل بتينيريفي، وهو من طراز “Jeanneau Sun Odissey 519” بطول 15.7م، لهجوم مفاجئ من حيتان الأوركا “القاتلة” على بعد 14 ميلًا غرب طنجة.
ووفق التقارير الإعلامية نفسها، فقد أصدر المواطنان الإسبانيان نداء إستغاثة، تلقفه مركز تنسيق الإنقاذ البحري الذي نسق عملية الإنقاذ مع ناقلة نفط “MT Lascaux”، كانت تبحر بمياه المنطقة، والتي تدخلت على الفور لتقديم المساعدة لطاقم القارب ونقلتهم إلى ميناء جبل طارق.
وكان طاقم القارب، قد واجه صعوبات حقيقية بعد تواجههم مع الحيتان التي وجهت ضربات متكررة وعنيفة على بدن القارب المخصص للإستئجار، حيث بدأت المياه تغمر الهيكل المتضرر وتتسرب إليه بسرعة كبيرة، مهددة سلامة الطاقم، ما عجل بإجلائهما في تمام الساعة العاشرة صباحا من يوم الأحد المنصرم، في إتجاه السفينة التجارية، فيما تم تسجيل غرق القارب الشراعي.
ويعد هذا خامس قارب يغرق بفعل هجمات الأوركا تؤكد إحصائيات مجموعة البحث والعمل “أتلانتيك أوركا”، بعد تسجيل غرق أربعة قوارب شراعية بعد التفاعل مع الحيتان القاتلة في وقت سابق، حيث كانت آخر حادثة هي التي سجلت في 31 أكتوبر الماضي، عندما انقلبت السفينة Grazie Mamma التي يبلغ طولها 13م، وغرقت أثناء توجهها نحو ميناء طنجة المتوسط، حوالي 50 كلم عن طنجة، بعد تعرضها لهجمات هذه الحيتان الضخمة، فضلا عن تسجيل غرق قاربين صيد خشبيين مغربيين لنفس السبب، وفق المجموعة البحثية.
ووفق الإحصائيات المسجلة لهذه التفاعلات، فقد عرفت الهجمات والتي يدعي علماء الأحياء أنها ليست بسبب السلوك العدواني للحيتان القاتلة، إنخفاضا مقارنة مع السنوات السابقة، حيث تم في الأشهر الخمسة الأولى من السنة الحالية، تسجيل 26 حالة مخالطة، بينما في العام الماضي، تم تسجيل 217 تفاعلاً مسجلاً مع الحيتان في المياه الإسبانية البرتغالية، وهو الرقم القياسي منذ الحوادث الأولى من هذا النوع سنة 2020.
وتزايدت خلال السنوات الأخيرة، هجمات حيتان “الأوركا” التي تعرف أيضا باسم “الحيتان القاتلة” على قوارب الصيد والترفيه واليخوت قبالة سواحل شمال المغرب، وبالخصوص بمضيق جبل طارق، خاصة حيتان “الأوركا الأيبيرية” التي تعتبر مجموعة سكانية فرعية فريدة تعيش في شمال شرق المحيط الأطلسي.
ووفقا لبيانات مجموعة الأبحاث حول الأوركا بالأطلسي GTOA التي تدرس وجود الحيتان القاتلة في هذه المنطقة، حسبما ذكرت شبكة “سي بي إس نيوز” . في الواقع، فقد تضاعفت هجمات الأوركا المبلغ عنها ثلاث مرات خلال العامين الماضيين، حيث ارتفعت من 52 بين شهري يوليوز ونونبر 2020، إلى 197 في عام 2021، و207 في عام 2022، وفقا لمجموعة الأبحاث ذاتها، الأمر الذي أثر على الملاحة بالمراكب الشراعية.
وتحاول مجموعة العمل Atlantic Orca (GTOA)، المساهمة في إدارة وحفظ هذه الحيتان القاتلة الشهيرة، وتقديم المساعدة لربابنة المراكب الشراعية، حتى يتمكنوا من الإبحار بأمان بسواحل المضيق المتوسطية أو بمياه المحيط الأطلسي.