مجتمع

طنجة.. مرضى نقص المناعة الأولي بطالبون بسحب دواء “إيميݣلو” بسبب مضاعفاته الجانبية الخطيرة

رشيد عبود //

علم من مصادر مطلعة، أن مصالح وزارة الصحة والحماية الإجتماعية ومركز الفارماكولوجيا،
دخلوا بحر الاسبوع الجاي، على خط ظهور أعراض جانبية غير مرغوب فيها، لدى عدد من مرضى نقص المناعة الأولي Déficits immunitaires primitif بعد استخدامهم لدواء إيميݣلو IMMUGLO.

وحسب عدد من المرضى ممن تناولوا “أول مرة” هذا الدواء المستورد من الخارج، وفي مقدمتهم الأطفال – في اتصالهم بالجريدة – فقد ظهرت عليهم أعراض جانبية ومضاعفات صحية سلبية مقلقة، من قبيل القشعريرة، والإرتخاء الشامل والفشل العام في وظائف الجسم، آلام في الأطراف السفلى والبطن وانقباض في الصدر، مع صداع حاد في الرأس مصحوب بفقدان شهية الأكل.

وطالب المرضى المتضررون بعد التوقف قسرا عن استخدام هذا الدواء المثير للجدل، وسط أنباء عن رفضه بدول أخرى، بضرورة استئاف استيراد الدواء الملائم السابق “ايمينوݣلوبيلين” IMMUNOGLOBULINES الذي أثبت نجاعته في العلاج دون مشاكل لدى المرضى، المستورد من فرنسا من قبل المركز الوطني لتحاقن الدم حصريا.

وطالب المرضى المتضررون في ظل خطر التوقف عن أخذ الدواء على حياتهم، بالتدخل العاجل لوزارة الصحة، من أجل اتخاذ القرارات المناسبة في إطار “اليقظة الطبية” لتفادي الأضرار الجانبية الخطيرة التي يمكن أن تنجم عنه، وذلك بتوفير دواء مناسب بديل لايشكل أي خطر على صحتهم، بعدما أصبح العديد منهم مهددين بالموت لرفضهم استعمال هذا الدواء بسبب “فوبيا” أعراضه الخطيرة.

ويعيش مرضى “نقص المناعة الأولي” Déficits immunitaires primitif في المغرب معاناة مزدوجة، تتجلى في صعوبة تشخيص المرض والتكاليف المالية المرتفعة لتلقي العلاج مدى الحياة، وما يرافق ذلك من ضغوط نفسية واجتماعية كبيرة.

وهذا المرض، يجعل جهاز المناعة عاجزا عن مقاومة الأمراض، مما يوجب على المصاب أن يخضع لمتابعة طبية مدى الحياة، إذ يشتبه في الإصابة بهذا المرض النادر عند المريض، بعد تعرضه لالتهابات وعدوى متكررة، أو عدوى غير شائعة، أو عدوى شديدة بشكل غير اعتيادي، فالعدوى هي السمة المميزة له، ولكن تبقى الفحوصات والاختبارات المخبرية، ضرورية لتحديد وجود نقص المناعة الأولي أو عدمه.

ويتطلب هذا المرض تشخيصا مبكرا، كما أنه غير معد، وينتقل وراثيا، وقد يتسبب في وفاة صاحبه في وقت مبكر جدا في حال عدم تشخيصه في الشهور الأولى من حياة الطفل المصاب به، حيث يلازم المصاب به مدى الحياة، ويتسبب في عدم قدرته على مواجهة الميكروبات العادية، ويصبح معرضا لكل أنواع الأمراض والفيروسات. ووفق الجمعية فإن هذا المرض لم يتم تشخيصه في المغرب بالشكل المطلوب.

ووصل عدد الحالات التي جرى الكشف عنها إلى 700 حالة، فبراير 2017، نحو 80% منها أطفال، في حين تتوقع منظمة الصحة العالمية وجود أكثر من 18 ألف حالة حاليا في المغرب، لكنهم لم يخضعوا للتشخيص، علما أن المستشفيات العمومية لا توفر أي احتياطي كاف من الدواء، كما أنه ينقطع بين الفينة والأخرى بشكل مفاجئ، مما يعرض حياة العشرات من المرضى غالبيتهم أطفال، لخطر الموت بشكل دائم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق