سياسةوطني

الاستمارة جاهزة والأعمال الخرائطية مكتملة.. و”الذكاء الاصطناعي” يواكب المكلفين بـ “إحصاء المغاربة”

الرباط- عبد الحق العضيمي //

أعلنت المندوبية السامية للتخطيط، يوم الأربعاء المنصرم، أن نصف مليون شخص تقدموا بطلبات الترشيح للمشاركة في عملية الإنجاز الميداني للإحصاء العام للسكان والسكنى المزمع إجراؤه في شهر شتنبر المقبل.

ووفق ما كشفه المندوب السامي للتخطيط، أحمد الحليمي علمي، خلال ندوة صحفية خصصت لإعطاء الانطلاقة الرسمية لمنصة “التكوين عن بُعد” لفائدة المشاركين في إنجاز الإحصاء العام، فإن الشباب حاملي الشهادات يشكلون نسبة 42 في المائة من إجمالي طلبات الترشيح المتوصل بها، يليهم طلبة التعليم العالي بـ 29 في المائة، ثم الموظفون بـ 19 في المائة، فالأجراء بـ 8 في المائة، وبعدهم المتقاعدون بنسبة 2 في المائة.

وأضاف الحليمي قائلا: إنه “على الرغم من رغبتنا في ضم أكبر عدد ممكن من المرشحين، فإن طاقاتنا التكوينية المحددة في 200 ألف مشارك حتمت علينا إجراء انتقاء”، موردا أن هذا الأخير “تم بشكل أوتوماتيكي حسب المستوى الدراسي والخبرة المهنية مع مراعاة احتياجات عمليات الإحصاء من باحثين ومراقبين ومشرفين والمعايير الجغرافية لتغطية الوحدات الإدارية الأساسية”.

وبحسب المندوب السامي للتخطيط، تم تطوير برنامج تكوين ملائم للمشاركين في الإحصاء العام للسكان والسكنى 2024، يجمع بين إتقان المفاهيم المتعلقة بالقضايا الديمغرافية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية للمجتمع وتقنيات تجميع المعطيات لدى الأسر باستعمال تكنولوجيا المعلومات.

وأبرز أن برنامج التكوين يركز على جودة المعطيات، مع التأكيد على أهمية الشمولية والدقة طوال عملية الإحصاء. كما يتناول أيضا “التحديات التنظيمية واللوجستيكية والعملياتية التي يجب رفعها من أجل إعداد وإنجاز عملية كبرى للإحصاء”.

ومن أجل تحسين تجربة التعلم وتقديم دعم مخصص لكل مشارك، كشف الحليمي عن تطوير “مساعد رقمي ذكي” يعتمد على الذكاء الاصطناعي، معلنا أن هذا الأخير “سيواكب المتعلمين في مسارهم التعليمي”.

وزاد أنه “بفضل تزويده بقاعدة معرفية مهمة قادرة على التكيف باستمرار، يمكن للمساعد التفاعل (أو الدردشة) في أي وقت (24س/24 و7أيام/7) مع المتعلمين بالعربية والدارجة والفرنسية”.

وتشمل الوظائف الرئيسية لهذا المساعد “الإجابة الآنية وبشكل دقيق وصريح على مختلف تساؤلات المتعلمين سواء فيما يتعلق بمفاهيم الإحصاء أو تقنيات تجميع المعطيات، وكذلك استعمال تكنولوجيا المعلومات أو الجوانب التنظيمية، توجيه المشاركين للاختيارات الملائمة حسب احتياجاتهم وتساؤلاتهم”.

وأشار الحليمي إلى أنه في حالة الأسئلة المعقدة، يتم تحديد “موضوعها وإحالتها على الخبراء لتقديم مزيد من التوضيحات”.

الحليمي، كشف أنه سيتم فيما بعد استدعاء المرشحين الذين اجتازوا مرحلة التكوين بنجاح، من أجل مقابلة على المستوى الإقليمي للتحقق من ملفاتهم وتقييم المهارات التي اكتسبوها، محددا عددهم في 55 ألف شخص، موردا أن تعيينهم سيتم “بناء على الدرجات التي تحصلوا عليها والاحتياجات الجغرافية للعملية على الصعيد الجماعي”.

واستطرد أن هؤلاء سيتابعون تكوينا حضوريا خلال شهر غشت المقبل من أجل تعزيز استيعابهم للمفاهيم ومختلف مكونات التكوين والتدرب على استعمال اللوحات الإلكترونية.

أما بالنسبة للمرشحين الذين أتموا التكوين عن بُعد ولم يتم قبولهم لعدم مطابقة طلبهم للحاجيات المجالية للإحصاء، “سيحصلون على شهادة المشاركة تشير لاستيعابهم للمميزات الديمغرافية والاجتماعية والاقتصادية للأسر واكتسابهم لمهارات عملية في إنجاز واستغلال البحوث لدى الأسر”، يقول الحليمي.

الحليمي، أكد أيضا في الندوة الصحفية، أن عملية إنجاز الإحصاء العام للسكان والسكنى تتم حسب البرنامج التوقعي المسطر، مشيرا في هذا السياق إلى أنه تم الانتهاء كليا من صياغة محتوى الاستمارة ومعالجتها المعلوماتية.

كما أكد الانتهاء من الأعمال الخرائطية التي تعتبر ركيزة أساسية في عملية تجميع المعطيات لدى الأسر، موضحا أن هذه الأخيرة ستمكن من تقسيم التراب الوطني إلى حوالي 38.000 “منطقة إحصاء” وضمان التعداد الشامل للسكان دون إغفال أو تكرار، ومن التوزيع الأمثل للموارد البشرية واللوجستية خلال إنجاز الإحصاء.

بالإضافة إلى ذلك، أورد الحليمي، أن نسبة تقدم أعمال التوطين الخرائطي للمنشآت الاقتصادية والأنشطة تبلغ حاليا حوالي 77 في المائة، متوقعا أن تكتمل في شهر ماي المقبل.

في نفس السياق، أفاد المندوب السامي للتخطيط، بأنه تم إبرام الصفقة المتعلقة باقتناء المعدات والبرامج المعلوماتية اللازمة للإحصاء.

وتشمل هذه الصفقة، اقتناء الأجهزة اللوحية “أندرويد” المزودة بحلول تكنولوجية تمكن من المراقبة عن بُعد ومن الاتصال بالصوت، والمزودة أيضا بالمعطيات، وكذا ببطاريات شحن خارجية.  وتتضمن الصفقة كذلك، يضيف الحليمي، خدمات أخرى ذات الصلة، تشمل المراقبة والتخزين والأمن والمواكبة التقنية وإعادة التغليف، بالإضافة إلى الخدمات اللوجستيكية اللازمة من أجل تغطية شاملة لمجموع التراب الوطني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق