مصطفى قسيوي //
أعلنت السلطات الفرنسية عن اعتقال 13 عنصرا لهم علاقة بما يسمى بـ “مافيا DZ” في مدينة مارسيليا المعروفة بتفشي تجارة المخدرات والجريمة، وذلك بعد أيام فقط على اعتقال الزعيم المفترض لعصابة “كلان يودا” “فيليكس بانغي” بالمغرب.
وحسب وسائل إعلام فرنسية، فقد جرى تنفيذ الاعتقالات من قبل المكتب المركزي لمكافحة الجريمة المنظمة التابع للشرطة القضائية، وذلك في إطار التحقيق في مقتل عضو في مافيا “كلان يودا” يبلغ من العمر 43 سنة، شهر يناير من سنة 2023 في إسبانيا، بعد استهدافه بنيران “كلاشينكوف” من طرف ثلاثة أشخاص، حيث تعد عصابة “يودا” منافسة لعصابة “مافيا DZ” وتشكلان مصدر تهديد وخطورة بمدينة مارسيليا التي تحولت إلى حلبة لصراع العصابتين.
وعقب العملية، التي جرى خلالها توقيف 13 عنصرا ينتمون لـ”مافيا DZ”، ذكرت الصحافة الفرنسية نقلا عن وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانين، قوله: “تحية للشرطة على هذه الحملة الأمنية الجديدة في مشهد المخدرات في مرسيليا، لقد أدت حرب العصابات التي تشنها السلطات الفرنسية بتعاون من دول صديقة وقريبة، في إشارة إلى المغرب، من السيطرة على النقاط السوداء التي تراق فيها الدماء”.
وقبل هذه الاعتقالات، عاشت مدينة مارسيليا، التي توجد جنوب فرنسا، فترات طويلة من الذعر، حيث شهدت عمليات تصفية بواسطة إطلاق النار في الأماكن العامة، بشكل كان لا يستثني حتى المواطنين العاديين الموجودين في عين المكان، مثل الباعة أو حراس الأمن، وذلك بسبب الصراع بين عناصر العصابتين المذكورتين، حيث أوردت الصحافة الفرنسية، أن “بانغي” الذي جرى اعتقاله بالمغرب، مسؤول عن أكثر من 40 جريمة قتل خلال سنة 2023، في إطار صراعه مع “مافيا DZ”، وهي عصابة أسسها شخص من أصول جزائرية يدعى عبد اللطيف المهدي، إذ حول الصراع على منطقة ” La Paternelle” منذ بداية سنة 2023، مدينة مرسيليا إلى ساحة حرب حقيقية بين العصابتين، ما أدى إلى وقوع العشرات من جرائم القتل، رغم أن النزاع في الأصل شخصي بين الزعيمين الحاليين، وكان مسرحه ملهى ليلي في تايلاند.
وحسب معطيات رسمية، فإن العائدات اليومية للأنشطة الإجرامية لمافيا “كلان يودا” التي يتزعمها “فيليكس بانغي”، و”مافياDZ ” تقدر بحوالي 80 ألف أورو، فيما أودى الصراع بين العصابتين بـحياة أزيد من 49 شخصا، وإصابة 123 آخرين السنة الماضية، التي كانت السنة الأكثر دموية في مرسيليا، بسبب الصراع بين العصابتين المذكورتين التي اعتقل أحد أباطرتها من طرف السلطات المغربية بتاريخ 8 مارس الجاري، وذلك بعد أشهر من فراره من فرنسا، والذي صدرت في حقه مذكرة بحث دولية، بسبب اتهامه بتهريب المخدرات والتآمر الإجرامي، وظل ضباط المكتب المركزي لمكافحة المخدرات في فرنسا يحاولون تعقب تحركاته منذ السنة الماضية. وفي فبراير 2024، أبلغت الشرطة الفرنسية نظيرتها المغربية بوجود “بانغي” في المملكة، حيث جرى اعتقاله، وهو ما أكده بيان لمكتب النائب العام الفرنسي في مرسيليا، نيكولا بيسون، الذي اعتبر أن العملية تمثل ثمار “تعاون ملحوظ من طرف السلطات المغربية”، مشيدا في الوقت نفسه بـ “العمل الدقيق والدؤوب” للتعاون المشترك في هذا التحقيق بين الشرطة الفرنسية ونظيرتها في المملكة المغربية، فيما أشاد وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان، من جهته، باحترافية الأمن المغربي، موجها الشكر إلى السلطات المغربية التي ساعدت بلاده على “توجيه ضربة كبيرة لتجار المخدرات”.