
الرباط – عبد الحق العضيمي
أعلن عزيز أخنوش، رئيس الحكومة ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، أن المرحلة القادمة من التدبير الحكومي تقتضي “ضخ نفس جديد يظهر نضجا أكبر واستحضارا أكثر لتحديات الظرفية، وإظهار نفس الروح الإيجابية بهدف مواصلة مسار التجربة الحكومية”.
وقال أخنوش، في كلمة له بمناسبة انعقاد المجلس الوطني للحزب، أول أمس السبت بالرباط: “إن هذه التحديات تقتضي تجاوز الأجندات السياسية، لأننا مقبلون على سياق وطني ودولي تحكمه تغييرات عميقة وإكراهات متجددة”، مشيرا إلى أن هذا السياق يفرض على الجميع “مواصلة تنزيل الأوراش الإصلاحية بنفس النجاعة الإرادية، ومواجهة إشكالات معقدة على غرار تدبير إشكالية الماء، وتوفير المزيد من فرص الشغل لبنات وأبناء المغاربة لربح مختلف الرهانات”.
وفي سياق حديثه عن الانسجام الحكومي، أكد رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، أن “التجربة الحكومية الحالية تميزت بتماسك أغلبيتها، وأظهرت نضجا كبيرا سمته تغليب المصلحة العليا للوطن، وفق تعبيره، موضحا حرصه على ضمان انسجام وتماسك الأغلبية الحكومية لتجاوز ما عرفته تجارب سابقة من تجاذبات سياسية ضيقة.
واعتبر أخنوش، أن هذا الانسجام “مكسب حقيقي مكن خلال السنتين الماضيتين من تنزيل جل التزامات البرنامج الحكومي في ظرفية ميزتها العديد من الإكراهات”، مضيفا بالقول: “إن التدبير المسؤول والمتكامل لعمل الحكومة والأغلبية مكن من رفع تحدي التزامنا الجماعي بمواصلة ترسيخ أسس” الدولة الاجتماعية”، وتشجيع الاستثمار وتحقيق الازدهار الاقتصادي”.
ووصف إطلاق الحكومة للبرنامج الملكي المتعلق بالدعم الاجتماعي المباشر بـ”الإنجاز الثوري” الذي تسعى من خلاله المملكة إلى تحقيق الكرامة والعدالة الاجتماعية لكل المغاربة وحماية الأسرة المغربية من تقلبات الحياة”، حيث ذكر أنه مع بداية شهر فبراير الجاري، توصلت 2.6 مليون أسرة مغربية بما بين 500 و1200 درهم شهريا.
وفيما يتعلق بإشكالية الماء، أوضح أخنوش، أن الحكومة تداركت التأخر الحاصل في تنزيل عدد من المشاريع، مبرزا أنه تم إنجاز مشروع الطريق السيار المائي الرابط بين حوضي سبو وأبي رقراق لتوفير الماء الصالح للشرب لساكنة محور الرباط الدار البيضاء خلال ظرف لم يتجاوز 8 أشهر .
وتابع أن الحكومة ستواصل تنزيل البرنامج الاستعجالي للتزود بالماء الصالح للشرب ومياه السقي (2020 – 2027) من خلال مجموعة من المشاريع المهيكلة، كما علمت على تسريع وتيرة إنجاز محطات تحلية مياه البحر، بالإضافة إلى العمل على توفير وحدات متنقلة لتحلية المياه بالمناطق البحرية، وتحلية المياه الجوفية بالمناطق الداخلية، إضافة إلى ربط محطة تحلية المياه بالجرف الأصفر بالدار البيضاء الجنوبية، وربط سد “دار خروفة ” بمدينة طنجة.
من جهة أخرى، أكد أخنوش مواصلة الحكومة لمسار تشجيع الاستثمار العام والخاص، باعتباره رافعة لإنتاج الثروة وخلق فرص الشغل بما يضمن الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي للفئات المستهدفة وعلى رأسها فئة الشباب.
ومن المنجزات التي سردها رئيس الحكومة، الشروع في برنامج دعم السكن، الذي قال إنه “برنامج مؤطر بالتوجيهات الملكية السامية الهادفة إلى تحسين ظروف عيش المواطنين، من خلال تمكينهم من سكن يليق بكرامة المغاربة”.
وبخصوص قطاع التعليم، اعتبر أخنوشن أن سنة 2023 تعد محطة مفصلية في تاريخ إصلاح المنظومة التربوية قائلا : “إن إصلاح التعليم ليس بالأمر السهل كما قد يعتقد البعض، كما أن تجاوز تركته الثقيلة استدعى منا التحلي بإرادة وشجاعة سياسية للتعاطي مع مختلف إشكالاته وجوانبه”.
وأضاف أنه “على الرغم من كل الصعوبات التي رافقت انطلاق الموسم الدراسي لهذه السنة، تم تنزيل كل الإطارات التنظيمية للمضي قدما في تكريس الإصلاح مع متم الدورة التشريعية الخريفية”.