
مصطفى قسيوي
كذبت سفارة إيرلندا بالرباط المزاعم التي روجت لها وسائل الإعلام الجزائرية والموالية لجبهة “البوليساريو”، والتي أدعت اعترافها بجمهورية البوليساريو بعد زيارة المدعو ابراهيم غالي إلى دبلن التي قالت بأنها تمت بدعوة رسمية.
وأكدت سفارة إيرلندا بالمغرب، في تدوينة على حسابها الرسمي بمنصة “إكس” أن الزيارة التي قام بها إبراهيم غالي زعيم جبهة بوليساريو الانفصالية الأسبوع الماضي إلى دبلن، لم تكن زيارة رسمية، مفندة بذلك صحة ما أوردته وسائل الإعلام الجزائرية التي روجت للزيارة على أنها تمت بدعوة رسمية من دولة إيرلندا.
وأوضحت سفارة إيرلندا في الرباط، أن دبلن لا تعترف بما يسمى بـ”الجمهورية الصحراوية الديموقراطية”، وهو الكيان غير الشرعي الذي لا يحظى باعتراف دولي باستثناء من بعض الدول التي تعادي مصالح المغرب ووحدته الترابية، وفي مقدمتها الجزائر.
وأضافت، أن الزيارة التي قام بها زعيم “البوليساريو” إلى دبلن، والتي تم تداول صور منها الأسبوع الماضي، “كانت زيارة خاصة وليست دعوة رسمية”، مشددة على أن موقف إيرلندا بخصوص ملف الصحراء يتمثل في أنها “تدعم بشكل كامل الجهود التي تديرها الأمم المتحدة وجهود الأمين العام للوصول إلى تسوية سياسية نهائية ومقبولة متبادلة بشأن هذه القضية”.
إلى ذلك، اعتبر مراقبون أن بيان سفارة إيرلندا لا معنى له، ويحمل الكثير من اللبس مادام الحدث يتطلب أن يصدر التوضيح عن وزارة الشؤون الخارجية الأيرلندية بشكل مباشر، لا أن يتم تمريره في تدوينة لسفارتها بالرباط، سيما وأن إيرلندا سبق لها أن استقبلت زعيم “البوليساريو” السابق محمد عبد العزيز، سنة 2012، كما سبق للرئيس الأيرلندي أن استقبل وفد من البوليساريو سنة 2019 الذي حمل معه رسالة من المدعو ابراهيم غالي الرئيس المزعوم للجبهة الانفصالية.
وأمام هذا الوضع، دعا مراقبون إيرلندا إلى ضرورة توضيح موقفها بشكل صريح من قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية بدل الاكتفاء بإعطاء تبريرات للزيارات المتكررة للانفصاليين للبلاد، والتي لا يمكن اعتبارها سوى مناورات دبلوماسية لا تخدم العلاقات مع المغرب المتمسك بوحدته الترابية والرافض للمواقف الرمادية من قضية الصحراء المغربية التي يعتبرها المنظار الوحيد الذي ينظر به إلى العالم، وبالتالي تبقى إيرلندا مدعوة إلى توضيح موقفها بدل نهج سياسة اللعب على الحبلين.