نورالدين عفير //
بدأت حالة الفوضى والعصيان والمواجهات المسلحة بين المحتجزين وميليشيات البوليساريو، تزعج نظام العسكر، سيما أن وقوع بعضها يتزامن مع زيارات وفود أجنبية لـ”جمهورية” الخيام والوهم.
وتواصل مسلسل المواجهات، حيث شهدت المخيمات مرة أخرى، مظاهرات عنيفة بالرابوني، بعدما تسبب تشابه في الأسماء في إدانة مقيم بإسبانيا خلال زيارة عائلته بالمخيمات بخمس سنوات سجنا.
علاقة بالموضوع، أفاد وليد كبير الإعلامي والمعارض الجزائري، أول أمس الثلاثاء، بأن عصابة العسكر غاضبة بشدة من “بن بطوش” بعد منع موكب ما يسمى بـ”والي تندوف” من التوجه إلى منجم “غارا جبيلات” من قبل محتجين قطعوا الطريق رفضا لحكم قضائي صدر عن المحكمة بالسجن خمس سنوات في حق المسمى “أحمد ولد بن علي” وهو أحد أبناء قبيلة “الرقيبات سواعد” والذي تم اتهامه بالاتجار في المخدرات.
وأكد وليد كبير أن المخابرات الجزائرية استدعت إبراهيم غالي إلى مقر القطاع العملياتي بتندوف ووجهت له تحذيرا شديد اللهجة من إعادة تكرار ما حدث، خصوصا أن تلك الطريق يمر عبرها يوميا عمال أجانب، وأن استمرار تلك الاحتجاجات ستدفع نحو انسحاب الدولة التي يتحدر منها العمال التي بدأت تدرك أن المنطقة غير مستقرة.
وتعليقا على هذه الحوادث، شدد المعارض الجزائري على أنه لا يمكن الاستمرار في محاصرة بضعة آلاف من البشر والمتاجرة بهم، مشيرا إلى أن ما يحدث في تندوف تحصيل حاصل لعدم حل هذا النزاع المفتعل، مضيفا أن النظام الجزائري لن يستطيع تجسيد مشروع منجم “غارا جبيلات” في منطقة متوترة على الدوام.
من جهته، أورد المنتدى الصحراوي “فورساتين”، أن مخيمات تندوف شهدت مظاهرات ومسيرات حاشدة، توجت بوقفة أمام ما يسمى بـ”دار الضيافة” بالرابوني، وعرفت مواجهات بين المتظاهرين وميليشيات عصابة البوليساريو، مضيفا أن المظاهرات والوقفات السلمية لم تأت أكلها، واشتدت بعدما قررت عصابة البوليساريو إنهاءها بالقوة، لتتطور الأمور إلى مواجهات بين عائلة المعني بالأمر وأقاربه وبعض معارفهم.
وأكد المنتدى الصحراوي، أن المواجهات العنيفة بين الطرفين، جاءت بسبب مطالبة عائلة أحد الأشخاص بتحقيق العدالة والإنصاف، والمطالبة بالإفراج عن ابنها المعتقل في قضية غريبة وعجيبة، مشيرا إلى أن الشخص المعتقل يعيش ويستقر ويعمل بإسبانيا، وجاء إلى المخيمات في زيارة عائلية، وبعد يومين جاءت دورية تابعة لما يسمى بـ”الدرك”، وقامت باقتياده إلى وجهة مجهولة، وعند استفسار عائلته عن الموضوع، قيل لها إنه متابع في ملفات كبيرة، وأن له علاقة بعدد من القضايا والجرائم .
وأوضح منتدى “فورساتين” أن المعتقل عبر عن استغرابه من التهم، وهو الذي لا يأتي إلى المخيمات ولا يعيش فيها ولا تربطه علاقات بها، ودائم الاستقرار بالخارج، لكن البوليساريو قررت متابعته في حالة اعتقال .
من جانبها، قامت عائلة المعني بالأمر، بتحريات ذاتية وجمعت مجموعة من الأدلة والمعطيات على براءة ابنها، واستطاعت جلب إثباتات مؤكدة بأن الأمر ليس سوى تشابه في الأسماء، وأن ابنها بريء دون شك .
وأبرز المنتدى، أن العائلة كانت متأكدة من إطلاق سراح ابنها بعد تقديمها لتلك الإثباتات، لكنها تفاجأت بالحكم عليه بخمس سنوات سجنا نافذا، فقررت طرق عدد من الأبواب بحثا عن حل لهذه المشكلة العويصة، لكن دون جدوى. وشدد المصدر ذاته، على أنه بعد تناسل وظهور أدلة جديدة لصالح المعتقل، قررت العائلة تدشين احتجاجات لإنقاذ ابنها الذي ضاعت حياته وفقد عمله واستقراره بإسبانيا، بسبب تفكيره في زيارة ذويه بالمخيمات، لكن قيادة البوليساريو ظلت مصرة على متابعة المعني بالأمر، ورمت به في السجن مثله مثل المئات من المسجونين ظلما وعدوانا، بسبب أو بدون سبب، أو أحيانا بسبب رغبة قيادي أو مسؤول بعصابة البوليساريو.