منظمة الصحة العالمية.. أكثر من 3.5 ملايين مدخن بالمغرب من بينهم 129 ألف امرأة
حميد اعزوزن
قدر تقرير لمنظمة الصحة العالمية عدد البالغين المدخنين بالمغرب بحوالي ثلاثة ملايين و541 ألف شخص.
وأظهر تقرير”اتجاهات انتشار تعاطي التبغ للفترة 2000-2030″، الذي صدر أول أمس الثلاثاء، أنه من بين العدد الإجمالي للذين يتعاطون التبغ حاليا بالمغرب توجد حوالي 129 ألف امرأة.
وحسب التقرير، فإن المعدل الحالي لتعاطي التبغ، وسط الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 15 سنة فما فوق، بلغ بالمغرب، خلال سنة (2022)، 13.1 بالمائة، مبرزا أن هذا المعدل يقدر بـ 25.3 بالمائة وسط الذكور، بينما لا يتجاوز 1 بالمائة بالنسبة للإناث، في حين يبلغ معدل انتشار تدخين التبغ وسط نفس الفئة العمرية 13 بالمائة، وتصل هذه النسبة وسط الذكور 25 بالمائة، مقابل 1 بالمائة فقط للإناث.
وكشف التقرير ذاته، أن معدل انتشار تعاطي التبغ بالمغرب بين الأشخاص الذين تفوق أعمارهم 15 سنة، شهد انخفاضا كبيرا العقدين الأخيرين، كما يتوقع أن يسير في هذا المنوال التنازلي لينخفض إلى 12.3 سنة 2025، ثم 11.1 بالمائة سنة 2030، وذلك بعدما كان في حدود 20.7 بالمائة سنة 2000، و18.8 بالمائة سنة 2005، و16.9 بالمائة سنة 2010، ثم 15.1 بالمائة سنة 2015، و13.7 بالمائة سنة 2020 .
وسجلت منظمة الصحة العالمية استمرار انخفاض عدد الأشخاص الذين يتعاطون التبغ في مختلف أنحاء العالم، على الرغم من محاولات صناعة التبغ تقويض التقدم نحو القضاء على السجائر وغيرها من المنتجات المشابهة.
وأظهرت الاتجاهات في سنة 2022، أن ما يقرب من واحد من بين كل خمسة بالغين في جميع أنحاء العالم يتعاطى التبغ، مقارنة بواحد من كل ثلاثة سنة 2000. على الرغم من أن تدخين السجائر هو الشكل الأكثر شيوعا لتعاطي التبغ في جميع أنحاء العالم، إلا أن هناك منتجات أخرى مثل “السيجار” وتبغ النرجيلة المعروفة أيضا باسم “الشيشة” ومنتجات التبغ عديم الدخان، وجميعها ضارة.
وحسب التقرير، فإن “خطر التبغ” يعد من بين أكبر التهديدات التي يواجهها العالم على الصحة العامة على الإطلاق، حيث يقتل أكثر من ثمانية ملايين شخص سنويا، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، وتنجم أكثر من سبعة ملايين من هذه الوفيات من الاستخدام المباشر للتبغ، ولكن حوالي 1.3 مليون من غير المدخنين يموتون بسبب التعرض للتدخين السلبي.
وعلى الصعيد العالمي، يتعاطى نحو 1.25 مليار شخص التبغ، بحسب آخر التقديرات التي كشفت أن 150 دولة نجحت في خفض المعدلات بين الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 15 عاما فما فوق.
ومن الأمثلة على ذلك، البرازيل وهولندا، اللتان تجنيان ثمار تنفيذ مبادرة تعرف باسم “MPOWER”، والتي تركز على ستة تدابير لمكافحة التبغ تشمل الحماية، وإنفاذ حظر الإعلان والرعاية، وزيادة الضرائب على منتجات التبغ، ومساعدة الناس على الإقلاع عن التدخين، ونتيجة لذلك، حققت البرازيل انخفاضا نسبيا بنسبة 35 بالمائة منذ سنة 2010، وهولندا على وشك تحقيق هدف 30 بالمائة.
وأشار التقرير إلى أن أعلى نسبة من السكان الذين يتعاطون التبغ حاليا توجد في جنوب شرق آسيا بنسبة 26.5 بالمائة، تليها أوربا مباشرة بنسبة 25.3 بالمائة، تبلغ معدلات تعاطي التبغ بين النساء في القارة العجوز أكثر من ضعف المتوسط العالمي وتنخفض بشكل أبطأ بكثير من جميع المناطق الأخرى، ولم يتغير معدل انتشار تعاطي التبغ إلا قليلا منذ سنة 2010 في بعض البلدان، في حين أنه يرتفع في ستة بلدان أخرى، تشمل الكونغو ومصر وإندونيسيا والأردن وعمان ومولدوفا.
وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن العالم يسير على الطريق الصحيح لتحقيق انخفاض نسبي في تعاطي التبغ بنسبة 25 بالمائة بحلول سنة 2025، وهو أقل من الهدف العالمي الطوعي المتمثل في خفض 30 بالمائة عن خط الأساس لسنة 2010، ولن تتمكن سوى 56 دولة من تحقيق هذا الهدف، بعد أن كانت 60 دولة منذ التقرير الأخير قبل ثلاث سنوات.
ودعت منظمة الصحة العالمية البلدان إلى تكثيف العمل، مشيرة إلى أن الجهود المبذولة لحماية السياسة الصحية من التدخل المتزايد لصناعة التبغ قد تعثرت في جميع أنحاء العالم.