سياسةوطني

أذربيجان تجدد دعمها الدائم والثابت للوحدة الترابية للمملكة

مصطفى قسيوي

جددت أذربيجان التأكيد، مرة أخرى، على دعمها “الدائم والثابت” للوحدة الترابية للمغرب، ولسيادة المملكة على صحرائها.

وتم التعبير عن هذا الموقف بمناسبة انعقاد الدورة الثانية للجنة المشتركة للتعاون، التي ترأسها بالرباط وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ووزير الشؤون الخارجية لأذربيجان جيهون بيراموف.

وسجل المحضر، الذي توج أشغال هذا الاجتماع، التزام الجانب الأذربيجاني لفائدة سيادة المملكة ووحدتها الترابية، وكذا دعمها لجهود الأمم المتحدة وللمبعوث الشخصي للأمين العام من أجل التوصل إلى حل سياسي دائم وعادل لقضية الصحراء، على أساس القرارات ذات الصلة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وخاصة القرار الأخير 2703، للمخطط المغربي للحكم الذاتي، وأيضا للجهود الجادة وذات المصداقية التي يبذلها المغرب من أجل التسوية النهائية لهذا النزاع المفتعل.

وأبرز أن العلاقات بين المغرب وأذربيجان بلغت مستوى ممتازا، يتسم بالتضامن والثقة، والاحترام والدعم المتبادلين، بخصوص القضايا الحيوية بالنسبة للبلدين الصديقين.

وأكد في هذا الصدد، أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والرئيس إلهام علييف، يوليان اهتماما خاصا لتطوير هذه العلاقات وتنويعها، تحقيقا لازدهار ورفاهية الشعبين المغربي والأذريبجاني.

كما أكد وزير الشؤون الخارجية الأذري، جيهون بيراموف، أن أذربيجان تولي اهتماما بالغا لتطوير علاقاتها مع المغرب، مشيدا بالحصيلة الممتازة في ما يتعلق بالدعم المتبادل بين البلدين داخل المنظمات الدولية.

وأبرز بيراموف، في كلمة بمناسبة افتتاح أشغال الدورة الثانية للجنة المشتركة للتعاون المغرب- أذربيجان، أن البلدين اللذين احتفلا العام الماضي بالذكرى الثلاثين لإقامة علاقاتهما الدبلوماسية، تربطهما علاقات وثيقة تقوم على الاحترام المتبادل وتدعمها الروابط الدينية والثقافية.

كما ذكر بالحصيلة الممتازة في ما يتعلق بالدعم المتبادل لمبادرات وترشيحات البلدين داخل مختلف المنظمات الدولية، معربا عن استعداد أذربيجان لمواصلة تعزيز علاقاتها مع المملكة.

من جهة أخرى، دعا بيراموف الفاعلين الاقتصاديين المغاربة إلى اغتنام فرص الأعمال المتاحة في أذربيجان من خلال الاستفادة من الروابط الودية والمنتظمة بين البلدين.

ولفت إلى أن حجم المبادلات التجارية والاستثمارات الثنائية “متواضع للغاية” مقارنة بإمكانيات البلدين، مسجلا أنه قد حان الوقت للنظر في توسيع التعاون الاقتصادي من خلال التوقيع على معاهدات ثنائية للاستثمار تهم، على الخصوص، التجارة والطاقة والنقل والفلاحة والمناطق الحرة.

كما دعا بيراموف المقاولات المغربية إلى استكشاف فرص الأعمال والاستثمار في بلاده، داعيا إلى تطوير الشراكات في قطاع الموانئ.

وتطرق، كذلك، إلى الإمكانات الكبيرة للتعاون في مجال التعليم والبحث، مشيرا، في هذا الصدد، إلى أن مؤسسات التعليم العالي في أذربيجان مهتمة بتعميق العلاقات مع جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية ومؤسسات أخرى، من خلال وضع برامج جامعية وللتبادل الطلابي.

كما استحضر الوزير الأذريبجاني التعاون البرلماني، مبرزا أنه يشكل “ركيزة هامة لالتزامنا الثنائي”.

اتفاقيات ومذكرات تفاهم تهم تعزيز التعاون بين البلدين

وخلال انعقاد الدورة الثانية للجنة المشتركة المغرب- أذربيجان، تم التوقيع على خمس اتفاقيات ومذكرات تفاهم تهم تعزيز التعاون بين البلدين في عدة مجالات حيوية.

وتغطي الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، التي وقعها بوريطة وبيراموف، مجالات اللوجستيك والطاقة والبيئة والتنمية المستدامة والشغل والصحة والعلوم الطبية.

وفي هذا الصدد، جرى التوقيع على اتفاق إطار للتعاون في مجال اللوجستيك يهدف إلى إقامة تعاون ذي منفعة متبادلة في مجال الخدمات اللوجستية، وتسهيل وترشيد التدفقات اللوجستية بينهما، من خلال تطوير المراكز اللوجستية، وتحسين سلاسل التوريد التجارية، وتطوير التعاون بين معاهد التدريب اللوجستي، فضلا عن تشجيع تبادل الخبرات والتجارب في مجال الخدمات اللوجستية.

كما تم التوقيع على اتفاق للتعاون في مجال الطاقة، سيمكن البلدين من تبادل المعلومات بهدف توسيع التعاون الثنائي في مجال النفط والغاز، واستكشاف فرص التعاون في قطاع خدمات الطاقة، وإجراء البحوث العلمية والتقنية ذات الاهتمام المشترك في مجال الطاقة، فضلا عن التعاون في مجال الطاقة المتجددة والاستخدام الأمثل لها.

وفضلا عن ذلك، وقع البلدان مذكرة تفاهم للتعاون في مجال البيئة والتنمية المستدامة، تهدف إلى تطوير التعاون الثنائي في مجال حماية البيئة والاستخدام المعقول للموارد الطبيعية من خلال القيام سويا بالأنشطة في مجالات التكيف مع تغير المناخ والاقتصاد الأخضر ومنع التلوث البحري، وكذلك التعلم البيئي والتنمية المستدامة.

كما جرى التوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون بين وزارة الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات بالمملكة المغربية ووزارة العمل والحماية الاجتماعية للسكان بجمهورية أذربيجان.

وتهدف هذه المذكرة إلى تمكين الطرفين من القيام بأنشطة مشتركة بهدف ضمان تطبيق قوانين الشغل في كلا البلدين، وضمان السلامة والصحة المهنية وتسوية النزاعات العمالية وتطوير سياسات سوق الشغل وتحسين أداء خدمات التوظيف، وكذلك جودة القوى العاملة وزيادة المهارات في سوق الشغل.

وتم أيضا بذات المناسبة، التوقيع على مذكرة تفاهم بين وزارتي الصحة بالبلدين تهم التعاون في مجال الصحة والعلوم الطبية، تهدف إلى تطوير التعاون الثنائي في مجال العلوم الصحية والطبية من خلال تبادل الخبرات والمعرفة في مجالات الصحة والوقاية من الأمراض المزمنة والتوعية بالأمراض، فضلا عن ضمان حصول ذوي الاحتياجات الخاصة على الرعاية الطبية.

وعقب اختتام أشغال الدورة الثانية للجنة المشتركة للتعاون، أبرز وزير خارجية أذربيجان ، أن الطرفين تقاسما رؤيتهما المشتركة وأهمية إعطاء زخم جديد لعلاقاتهما الثنائية، لا سيما من خلال تبادل الزيارات بين المسؤولين رفيعي المستوى بالبلدين.

وشدد، في هذا السياق، على أن الاتفاقيات الموقعة بمناسبة انعقاد هذه اللجنة المشتركة ستمكن من تعميق العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، مضيفا أن المشاورات السياسية المنتظمة بين وزارتي الخارجية المغربية والأذرية ستسهم أيضا في توطيد الحوار السياسي والأجندة الثنائية.

وتابع بأن هذه الدورة الثانية للجنة المشتركة للتعاون الثنائي تشكل فرصة لبحث سبل تعزيز المبادلات التجارية والنهوض بالاستثمارات من كلا الجانبين.

وفي هذا الصدد، أشار بيراموف إلى أنه على الرغم من الاهتمام الذي تم الإعراب عنه من أجل تعزيز المبادلات التجارية الثنائية، إلا أن الأرقام المسجلة لا تعكس بعد إمكانات البلدين الصديقين. وأوضح أن “الأمر نفسه ينطبق على الاستثمارات المتبادلة بين البلدين”، لافتا إلى أن اجتماع اللجنة المشتركة يعد “فرصة ممتازة” لمواصلة توطيد العلاقات الثنائية في العديد من المجالات.

وأبرز أن هذا اللقاء شكل أيضا فرصة لبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك، خاصة على المستوى الدولي.

وعلى صعيد آخر، أعرب الوزير الأذريبجاني عن تهانئه الحارة للمغرب على نيله “عن جدارة واستحقاق” شرف تنظيم كأس العالم لكرة القدم 2030، إلى جانب البرتغال وإسبانيا. كما أعرب، من جهة أخرى، عن أحر التعازي وأصدق مشاعر المواساة للأسر المكلومة إثر زلزال الحوز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق