زلزال الحوز.. “الأوقاف” ترصد 120 مليار سنتيم لتأهيل الأماكن الدينية
الرباط- عبد الحق العضيمي //
كشف أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، عن تضرر 2217 مسجدا و299 زاوية وضريحا جراء الزلزال الذي ضرب كل من الحوز، وشيشاوة وتارودانت وورزازات وأزيلال، مشيرا إلى أن الوزارة قامت بتنزيل البرنامج الخاص بالمؤسسات الدينية والمباني الإدارية والثقافية والأملاك الوقفية، واتخذت التدابير المالية واللوجستيكية من أجل استمرار إقامة الشعائر الدينية بالمناطق المتضررة.
وأوضح التوفيق خلال تقديمه لمشروع الميزانية الفرعية للوزارة برسم سنة 2024 أمام لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين في الخارج، بمجلس النواب، أول أمس الأربعاء، أنه تمت برمجة إنجاز خبرات تقنية لـ950 بناية دينية موزعة على الجهات الأربعة المتضررة بكلفة مالية تناهز 20 مليون درهم مع المختبر العمومي للتجارب والدراسات، بالإضافة إلى إعداد الدراسات التقنية وتدعيم 10 مساجد تاريخية كبرى، وكذا تدعيم وإجراء خبرات تقنية لـ30 مسجدا توجد بالمدارات السياحية لمدينة مراكش، وتدعيم مسجد “تنمل” وتأمين حراسته والحفاظ على القطع الأثرية.
أما بالنسبة للزوايا والأضرحة، فقد تمت، بحسب الوزير، برمجة إنجاز خبرات تقنية لـ267 زاوية وضريحا، بالإضافة إلى إنجاز الدراسات المعمارية، المخبرية والتقنية لترميم الزوايا والأضرحة التاريخية وعددها 17.
وفيما يتعلق بالعمليات الخاصة بالأملاك الوقفية والمباني الإدارية والثقافية، قال التوفيق، إنه تم تدعيم ملكين وقفيين متضررين وهما “دار المواسين” و”مدرسة ابن يوسف”، فضلا عن إصلاح وتأهيل المركب الإداري والثقافي محمد السادس بمراكش المتضرر جراء الزلزال.
وفيما يخص تمويل تأهيل وترميم الأماكن الدينية المتضررة جراء الزلزال، أكد التوفيق أن الوزارة ستتولى تدبير وتنفيذ برنامج تأهيل الأماكن الدينية من خلال تحديد الاعتمادات الأولية المخصصة للعمليات الاستعجالية في مبلغ 95 مليون درهم برسم سنة 2023، علاوة على برمجة مبلغ مليار و200 مليون درهم لتأهيل الأماكن الدينية المتضررة جراء الزلزال الحوز.
وفي السياق ذاته، أشار التوفيق إلى استعمال 462 مكانا كبديل لإقامة الشعائر الدينية، واقتناء أماكن بديلة من أجل إقامة الشعائر الدينية، بتنسيق مع وزارة الداخلية ووزارة الصناعة والتجارة، والمتمثلة في 500 خيمة مساحتها 60 مترا مربعا بثمن يقدر بـ 48 ألف درهم للخيمة، مشيرا إلى برمجة إسكان القيمين الدينيين المنهارة منازلهم أو التي لا يمكن استغلالها بالمساجد المتضررة جراء الزلزال والبالغ عددهم 569.
وأفاد الوزير أيضا بأن الوزارة ستستمر في صرف مكافآت القيمين الدينيين بالمساجد المغلقة أو المتضررة بسبب زلزال الحوز، كما ستعمل على إعادة تكليفهم بالمساجد التي ستصبح شاغرة بنفس العمالة أو الإقليم.
من جانب آخر، قال التوفيق إنه “تجسيدا للعناية المولوية السامية بالقيمين الدينيين، واصلت الوزارة تحسين الوضعية المادية لهذه الفئة بتعميم المكافآت على المكلفين منهم بجميع ربوع المملكة وتطبيق الزيادة التي أمر بها أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس ابتداء من فاتح يناير من السنة الجارية لفائدة الأئمة والمؤذنين بتكلفة سنوية قدرها 280 مليون درهم تهم إضافة 1200 درهم مقسمة على أربع سنوات، وكذا إقرار زيادة شهرية قدرها 600 درهم لفائدة المتفقدين والمتفقدين المساعدين بتكلفة تناهز 2.50 مليون درهم”، موضحا أنه تم رصد ما قدره 2,92 مليار درهم لتفعيل هذه الزيادات.
وتابع التوفيق، أن الوزارة عملت كذلك على إحداث بوابة “ملتمسي” لتوطيد التواصل مع القيمين الدينيين والرفع من جودة الخدمات المقدمة لهم، معلنا عن إطلاق مسطرة إدراج القيمين الدينيين بمن فيهم منظفو وحراس المساجد وذوي حقوقهم بنظام الحماية الاجتماعية. المسؤول الحكومي، لفت أيضا إلى مواصلة مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للقيمين الدينيين تنفيذ مختلف البرامج الهادفة إلى تحسين الظروف الاجتماعية لمنخرطيها البالغ عددهم 104 آلاف قيم ديني، مشيرا في هذا الصدد إلى استفادة هؤلاء من إعانات مباشرة (إعانة العجز، إعانة عيد الأضحى، إعانة الزواج لأول مرة، إعانة الوفاة، إعانة التمدرس، منحة التفوق)، وكذا الرعاية الصحية (المساعدة الطبية الاستشفائية، الحملات الطبية الوقائية) بالإضافة إلى أنشطة وبرامج اجتماعية.