أونكتاد.. المغرب يتسيد دول القارة الإفريقية في مجال الربط البحري
حميد اعزوزن //
أكد تقرير لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية “الأونكتاد”، أن المغرب كان الأنشط تجاريا في إفريقيا، خلال السنة الماضية، حيث تصدر الدول الأكثر ارتباطا بشبكة خطوط النقل البحري على مستوى القارة.
وأظهر التقرير، الذي صدر تحت عنوان “استعراض النقل البحري لسنة 2023″، أن المغرب حافظ على موقعه على رأس الدول الإفريقية الأكثر ارتباطا بمجال النقل البحري، وذلك بفضل موقعه الاستراتيجي والدور الرئيسي والمحوري لميناء طنجة المتوسط، باعتباره أكبر ميناء للحاويات في القارة.
وفي هذا السياق، أشار التقرير إلى أن ميناء طنجة المتوسط احتل المرتبة الخامسة كأكثر الموانئ كفاءة على مستوى العالم في “مؤشر أداء موانئ الحاويات لسنة 2022″، الذي وضعه البنك الدولي ومعلومات الأسواق الصادرة عن وكالة “ستاندرد أند بورز” العالمية، وهو تصنيف يعتبر أعلى تصنيف يحصل عليه ميناء في أوربا وشمال إفريقيا.
وتصدر ميناء “يانغشان” في الصين تصنيف المؤشر، على الرغم مما شهده من فترة اضطرابات شديدة تسببت فيها الأعاصير إلى جانب العوامل الأخرى التي حدثت سنة 2022، وجاء ميناء صلالة في عمان في المركز الثاني، تلاه ميناء خليفة في أبو ظبي في المركز الثالث، وميناء “قرطاجنة” الكولومبي في المركز الرابع، بينما حل ميناء “تانجونغ بيليباس” في ماليزيا، بعد ميناء طنجة المتوسط، في المركز السادس، متبوعا بميناء “نينغبو” الصيني، وميناء حمد في قطر، وميناء “غوانزو” في الصين في المرتبة التاسعة، وميناء هونغ كونغ في المركز العاشر.
ويعتمد مؤشر”أداء موانئ الحاويات” على إجمالي عدد الساعات التي تتوقف فيها السفينة في الميناء، ويتم تعريفه على أنه الزمن المستغرق بين وصول السفينة إلى الميناء ومغادرتها من الرصيف بعد إكمال شحن أو تفريغ البضائع.
وأكد تقرير مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، الذي قدم بيانات أساسية عن حالة كل بلد فيما يتعلق بالتجارة البحرية لسنة 2022، أن المغرب يعتبر أحد أهم المناطق اللوجستية في إفريقيا، ويصنف الأول على مستوى القارة فيما يخص المناولة والتحميل البحري، حيث بلغ متوسط مدة الانتظار للتحميل 125.7 ساعة، ومتوسط الانتظار للتفريغ 101.7 ساعة.
وعلى الرغم من انكماش إجمالي حجم التجارة البحرية بنسبة 0.4 بالمائة سنة 2022، توقع تقرير “أونكتاد” أن يحقق القطاع نموا بنسبة 2.4 بالمائة سنة 2023، وأن تتوسع التجارة بالحاويات (التي انخفضت بنسبة3.7 بالمائة سنة 2022) بنسبة 1.2 بالمائة سنة 2023، وأكثر من 3 بالمائة ما بين سنتي 2024 و2028 .
وأظهر التقرير، أن حجم تجارة النفط والغاز شهد نموا قويا في سنة 2022، في حين شهدت أسعار شحن الناقلات انتعاشا قويا مدفوعا بالأحداث الجيو- سياسية، بينما شهدت أسعار البضائع السائبة الجافة تقلبات بسبب تغير الطلب وازدحام الموانئ والتوترات الجيو- سياسية واضطرابات الطقس. وأعرب مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية عن قلقه بشأن تقادم أسطول الشحن العالمي، مشيرا إلى أنه في بداية سنة 2023، كان عمر السفن التجارية في المتوسط 22.2 سنة، أي أكبر بسنتين مما كانت عليه قبل عقد من الزمن، ويتجاوز عمر أكثر من نصف الأسطول العالمي 15 سنة.