
مصطفى قسيوي
يتوقع أن يزور المغرب هذه السنة، حوالي 200 ألف مواطن إسرائيلي، بعد التقارب الجديد بين البلدين عقب إعلان تل أبيب اعترافها بمغربية الصحراء، وبفضل اعتماد المملكة للتأشيرة الإلكترونية التي ساهمت في تبسيط إجراءات السفر.
وفي هذا الصدد، كشفت صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية، أن عدد الإسرائيليين المتوقع وصولهم إلى مختلف المدن المغربية سنة 2023 هو 200 ألف شخص، بعدما كان هذا الرقم لا يتجاوز 70 ألفا سنة 2022، مشيرة إلى أن عدد الإسرائيليين الذين زاروا المملكة خلال عطلة عيد الفصح الأخيرة، شهر أبريل الماضي، والتي امتدت لأسبوع، بلغ 15 ألف شخص.
وأبرز الصحيفة نقلا عن مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط، أن ارتفاع عدد السياح اليهود بالمغرب يعود إلى التقارب الأخير بين البلدين، وإلى اعتماد المغرب للتأشيرة الإلكترونية، التي كان من بين المستفيد منها 55 في المائة من إسرائيل، وهو ما أكده بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، الذي أفاد بأن إطلاق المملكة المغربية للتأشيرة الإلكترونية”eVisa”، سجل حصيلة إيجابية، مما أتاح مرونة أكبر وتيسيرا لإجراءات منح التأشيرة لفائدة بعض الرعايا الأجانب الخاضعين لهذا الإجراء، الذي مكن بعد سنة من اعتماده، من معالجة أكثر من 160 ألف طلب، شملت إصدار نحو 150 ألف تأشيرة إلكترونية، فيما شهد عدد الطلبات التي تمت معالجتها ارتفاعا متسارعا بين شهر يوليوز 2022، الذي جرى التوصل فيه بحوالي 6 آلاف طلب، وشهر نونبر 2022، الذي قُدم فيه أزيد من 15 ألف طلب، وبلغت الطلبات التي تمت معالجتها من طرف وحدة “التأشيرة الإلكترونية” ذروتها في ماي 2023، بنحو 18 ألف طلب، كما استفادت 110 جنسيات من كافة القارات من هذا الإجراء، وذلك بفضل تبسيط إجراءات طلب الحصول عليها، وتتصدر إسرائيل الجنسيات الحاصلة على التأشيرات الإلكترونية الصادرة بـ55 في المائة، ثم الهند بـ10 في المائة، ونيجيريا بـ4,44 في المائة، ومصر 4,41 في المائة، وباكستان بـ3,5 في المائة، والأردن بـ2,7 في المائة.
يذكر أن المغرب، ومنذ تاريخ استئناف العلاقات مع إسرائيل شهر دجنبر من سنة 2020، بدأ يستقبل السياح الإسرائيليين، الذين يتوقع أن يصل عددهم، حسب وزارة السياحة، إلى حوالي 200 ألف سائح سنويا، مقابل 50 ألف زائر كانت تسجل في السنوات السابقة.
واعتمد المغرب في هذا الاتجاه على وضع استراتيجية تناسب احتياجات رواد هذه السوق الجديدة، من خلال إعادة تسيير الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين، حيث أبدى العديد من اليهود المغاربة المقيمين في إسرائيل، الذين يقدر عددهم بأكثر من 800 ألف شخص، رغبتهم في قضاء عطلهم السنوية في المغرب، مباشرة بعد الإعلان عن خبر إطلاق الخط الجوي المباشر بين المغرب وإسرائيل، دون الحاجة للمرور عبر المطارات الأوروبية، إضافة إلى تأهيل العاملين والمرشدين بالمجال السياحي.
وفي هذا السياق، زار وفد من جمعية الصداقة الإسرائيلية المغربية منطقة الحوز ضواحي مدينة مراكش، ودرس مع ممثلي المجلس الإقليمي للسياحية سبل تحقيق الإقلاع السياحي بالإقليم، حيث قال حينها الرئيس المؤسس لجمعية الصداقة المغربية الإسرائيلية سيمون سكيرا، إن “هذا اللقاء يأتي من أجل تمهيد الطريق لاستقطاب السياح اليهود، والتباحث حول سبل توفير المتطلبات التي يحتاجونها أثناء مقامهم في منطقة الحوز”، حيث يتوقع أن يتضاعف حجم اليهود القادمين إلى المغرب من إسرائيل، بهدف إحياء مناسبات دينية أو قصد زيارة الأضرحة والمزارات الموزعة على مختلف مناطق ومدن المملكة التي تسعى إلى تنويع العرض السياحي من أجل استقطاب اليهود، وعدم الاقتصار على السياحة الدينية فقط، بل استقطاب الجيل الثالث من اليهود المغاربة في إسرائيل.