اقتصاد

مشروع خط الربط الكهربائي بين المغرب وبريطانيا يدخل مرحلة التنفيذ

مصطفى قسيوي //

دخل مشروع خط الربط الكهربائي بين المغرب وبريطانيا، والذي استفاد من تمويل مجموعة من الشركات الدولية، حيز التنفيذ بعد موافق السلطات الاسكتلندية على منح ترخيص لشركة “XLCC” التي تتخصص في إنتاج الكابلات البحرية، من أجل إنشاء مصنعها في منطقة هانترستون، لتشرع في إنتاج الكابلات لفائدة شركة  “Xlinks” البريطانية المشرفة على المشروع.

ويعد إنشاء هذا المصنع الاسكتلندي بمثابة الانطلاقة الفعلية لمشروع خط الربط بين المغرب وبريطانيا لنقل الكهرباء عبر أطول “كابل” في العالم، حيث إن إنتاج هذا المصنع سيكون موجها بالكامل في البداية لإنتاج الكابلات المطلوبة للربط الكهربائي من المغرب إلى بريطانيا للمرحلة الأولى بين 2025 و2027.

ويربط هذا المشروع الضخم بين المملكة المتحدة والمغرب، ومن المقرر أن تمر الكابلات بكل من البرتغال وإسبانيا وفرنسا، ضمن أول مشروع من نوعه في العالم لنقل الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة عبر مسافات طويلة وتصديرها عبر الحدود لتلبية الطلب المتزايد على خدمات الكهرباء.

وسيجري توليد الكهرباء في منطقة “كلميم- واد نون” من خلال محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بقدرة 10.5 جيغاواط، ومرافق لبطاريات التخزين بسعة 20 جيغاواط في الساعة/ 5 جيغاواط، وسيتم ربط هذه المحطة بشبكة الكهرباء البريطانية في منطقة “ديفون” جنوب غرب إنجلترا، بواسطة أربعة كابلات لنقل التيار الكهربائي المباشر عالي الجهد تحت سطح البحر يبلغ طول كل منها 3800 كيلومتر، والتي سيجري تصنيعها في المملكة المتحدة، وسيتم تزويدها عبر هذا المشروع بطاقة نظيفة عبر كابلات بحرية هي الأطول في العالم، الممتد على مسافة على مسافة 3800 كيلومتر.

ووفق شركة “إكسلينكس” المكلفة بإنجاز المشروع، فإن هذا الخط الكهربائي سيكون بمقدوره تزويد 7 ملايين منزل في بريطانيا بالطاقة الكهربائية، وسيكون مخصصا للمملكة المتحدة فقط، وليس باقي المناطق البريطانية التي سيكون لها مصادر طاقة أخرى.

وكانت شركة “إكسلينكس” البريطانية قد أجرت سابقا مباحثات مع المسؤولين الحكوميين المغاربة، بهدف الحصول على الترخيص لإقامة مجمع لإنتاج الطاقة الكهربائية في المغرب بالاعتماد على المصادر الخضراء، كالشمس والرياح، بقدرة 10,5 جيغاواط، كما تخطط الشركة لإنشاء خزان للكهرباء بسعة ما بين 5 و20 جيغاواط في الساعة بالمغرب، وربطه بشبكات الطاقة التابعة لها في المملكة المتحدة كـ”ألفيرديسكوت” و”بيمبروك وويلز”، عبر خط ناقل للكهرباء تحت الماء بقدرة 3,6 جيغاواط. وسبق للمشروع أن استفاد من دعم مالي وتقني من قبل شركات دولية كبرى، كما هو الشأن بالنسبة لشركة “طاقة” الإماراتية التي أبرمت اتفاقا لشراء حصص مهمة لتطوير مشروع   “إكسلينكس” بالمغرب، وكذلك الشأن بالنسبة لشركة”Conenergy”   الألمانية التي أعلنت بدورها عن انخراطها في مشروع إنجاز الكابل البحري للكهرباء بين المغرب وبريطانيا، حيث ذكر بلاغ للشركة الألمانية الرائدة في المجال الطاقي، أن الشركة قررت الدخول في شراكة مالية واستراتيجية للعمل إلى جنب شركة “إكسلينكس” البريطانية المشرفة على تنفيذ المشروع، من أجل تنفيذ مشروع إنجاز 4 خطوط بحرية ذات التيار العالي، على طول 3800 كيلومتر من المغرب إلى بريطانيا، هذا إضافة إلى انضمام شركة ” XLCC” المتخصصة في إنتاج “الكابلات” البحرية لنقل الكهرباء للمشروع،  والتي شرعت منذ السنة الماضية في التخطيط لإنشاء وحدة صناعية بأسكتلندا متخصصة في إنتاج الكابلات التي سيتم استعمالها في هذا المشروع المغربي البريطاني، وهو ما وافقت عليه السلطات الاسكتلندية، والتي منحت ترخيصا للشركة المذكورة للشروع في إنتاج الخطوط الكهربائية لفائدة الشركة البريطانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق