
الرباط- عبد الحق العضيمي //
شهدت جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، التي عقدت يوم الاثنين الماضي، مشادات كلامية بين نواب فريق التجمع الوطني للأحرار ومجموعة العدالة والتنمية.
واندلعت هذه المشادات عقب تعقيب المجموعة النيابية للعدالة والتنمية على جواب غيثة مزور، الوزيرة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، بشأن تراجع المغرب في مؤشر مدركات الفساد لعام 2022 الصادر عن منظمة الشفافية الدولية، حيث حملت الحكومة الحالية مسؤولية عن هذا التراجع.
وقالت إحدى نائبات المجموعة، إنه “بفضل سياسة الحكومات السابقة، استطاعت بلادنا أن تصل إلى المرتبة 35 في مؤشر ريادة الأعمال، في حين تسببت السياسات الحكومية الحالية في تراجعنا في مؤشر الفساد بسبع درجات خلال سنة واحدة فقط”، منتقدة استمرار رئيس الحكومة في تذكير بنتائج انتخابات الثامن من شتنبر.
وبحسب البرلمانية ذاتها، فإن الديمقراطية “كلات العصا في 8 شتنبر”، من خلال ما أسمته بـ”شراء الذمم، وسحب مشروع قانون مكافحة الإثراء غير المشروع، وسحب مشروع قانون الملك العمومي، وسحب مشروع قانون المناجم، وتجميد إستراتيجية مكافحة الفساد، وإنهاء مهام خلية مكافحة الفساد برئاسة الحكومة”.
ولم يقبل فريق التجمع الوطني للأحرار الاتهامات التي وجهتها مجموعة “البيجيدي” للحكومة، حيث قال أحد نوابه، إنه “ميمكنش أن الناس اللي تحملوا المسؤولية ووصلونا لهذه المؤشرات يجيو يزايدو علينا اليوم”.
وتابع موجها كلامه للعدالة والتنمية دون أن يذكرهم بالاسم: “اللي فيه الفساد اليوم هو الخطاب السياسي في بلادنا، واللي وصل الناس اليوم لـ13 نائبا برلمانيا هو قضايا الفساد الأخلاقي والمالي”. وزاد “يجب أن تعلموا بأن خطابكم اليوم هو اللي فاسد”.
وأضاف “كفى من القدوم إلى البرلمان والتشكيك في الانتخابات واتهام المواطنين المغاربة بأنهم تباعو وتشراو”، ثم استرسل مخاطبا إخوان عبد الله بوانو بالقول “شوهتونا أمام المجتمع الدولي وجعلتوا بلادنا ضحكة لمدة 10 سنوات، وهذا ما يتعين عليكم أن تعترفوا به”.
ولم يتوقف الجدل عند هذا الحد، حيث رد رئيس مجموعة العدالة والتنمية، عبد الله بوانو، على النائب التجمعي بدعوته إلى احترام مقتضيات المادة 357 من النظام الداخلي لمجلس النواب، وعدم التوجه في الكلام للنواب بل إلى الحكومة، كما طالبه بأن يتسم كلامه بالمسؤولية والنزاهة والاستقامة، ودعاه أيضا إلى تجنب “اللمز أو بالإشارة الواضحة إلى فرق برلمانية أخرى”.
وواصل بوانو رده بالقول: “هذا البرلمان هو تجربة وتراكم، وإذا أراد أي أحد التشاجر كلاميا معي، فلن أجاريه في ذلك”. رد فريق “الحمامة” على رئيس مجموعة العدالة والتنمية لم يتأخر، حيث قال على لسان رئيسه، محمد غياث، إن “كل ما جاء في كلامك معقول، ولكن هاذ الشي خاصك طبقو على النواب ديالك السيد الرئيس”.