مصطفى قسيوي
بحث المغرب وألمانيا سبل تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي، فضلا عن “التهديدات والتحديات الناجمة عن تصاعد الخطر الإرهابي”، وذلك خلال استقبال المدير العام لمراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي، بمكتبه بالرباط لتوماس هالدنوانغ، رئيس المكتب الاتحادي الألماني لحماية الدستور، والذي كان مرفوقا بوفد من كبار مساعديه بهذا الجهاز الاستخباراتي.
وذكر بلاغ للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، أن المباحثات بين الجانبين تمحورت حول تقييم الوضع الأمني على المستويين الإقليمي والجهوي، ودراسة التهديدات والتحديات الناجمة عن تصاعد الخطر الإرهابي، وكذا سبل تعزيز التعاون الأمني بين البلدين على أسس متينة قوامها المصداقية والثقة والمصلحة المشتركة.
وأضاف البلاغ ذاتهن أن هذه الزيارة تأتي لتأكيد الرغبة المشتركة للطرفين في تدعيم التعاون الأمني، وتوطيد التنسيق الاستخباراتي في مجال مكافحة التهديدات التي تحدق بأمن البلدين، لاسيما في ظل المتغيرات المحورية التي تعرفها طبيعة الخطر الإرهابي والجريمة المنظمة.
وتم استئناف التعاون في المجالات الاستخباراتية والأمنية بين المغرب وألمانيا بعد تعيين الدبلوماسي الألماني، روبرت دولغر، في شهر ماي من السنة الماضية، سفيرا مفوضا فوق العادة لألمانيا بالرباط، حيث قام آنذاك المدير العام للشرطة الاتحادية بألمانيا، دييتر رومان، بزيارة رسمية إلى الرباط على رأس وفد أمني كبير بهدف تطوير آليات التعاون الثنائي في المجال الأمني، وتعزيز الشراكة الأمنية بما يخدم المصالح المشتركة للمملكة المغربية وألمانيا، فضلا عن تقاسم التجارب والخبرات في مجال مكافحة الإرهاب ومختلف صور الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية.
وخلال تلك الزيارة، شدد عبد اللطيف حموشي على أهمية التعاون الأمني الدولي لتحييد المخاطر المرتبطة بالإرهاب والجريمة المنظمة، مؤكدا انخراط واستعداد مصالح المديرية العامة للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني لتطوير هذا التعاون، بما يضمن توطيد الأمن والاستقرار، وتحقيق التصدي الحازم لمختلف التهديدات والمخاطر الإجرامية.
كما سبق أن عقدت لجنة أمنية مشتركة تمثل “قطب التعاون الأمني الدولي” بالمديرية العامة للأمن الوطني، ومكتب ضابط الاتصال بسفارة جمهورية ألمانيا الاتحادية بالرباط، شهر يونيو الماضي، لقاءات ومشاورات ثنائية لدراسة آليات تنزيل توصيات ومخرجات اجتماع المدراء العامين للأمن الوطني والشرطة الاتحادية الألمانية، وسبل تقوية وتوسيع مجالات وأشكال التعاون المشترك بينهما طبقا للتشريعات والقوانين المعمول بها في كلا البلدين، وذلك في سياق تفعيل مخرجات اللقاء الذي جمع المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني مع المدير العام للشرطة الاتحادية بدولة ألمانيا، على هامش زيارة العمل التي قام بها للمملكة المغربية بتاريخ 10 يونيو 2022، وتجسيدا كذلك للرغبة المشتركة في تقوية التعاون المغربي الألماني في مختلف المجالات الأمنية، بما يضمن تعزيز أمن وسلامة مواطني البلدين.
