مجتمع

مقلق.. آلاف الأشخاص يموتون سنويا بالمغرب لأسباب تتعلق بالعمل

حميد إعزوزن

في وقت مازال فيه آلاف الأشخاص يلقون حتفهم سنويا بسبب الأمراض والإصابات المرتبطة بالعمل، يخلد المغرب، وكباقي دول العالم، يومه الجمعة، اليوم العالمي للسلامة والصحة في العمل، الذي يصادف يوم 28 أبريل من كل سنة.
ووفقا لتقديرات مشتركة صادرة عن منظمة الصحة العالمية ومنظمة العمل العالمية، فقد تسببت الأمراض والإصابات المرتبطة بالعمل في المغرب بوفاة حوالي خمسة آلاف شخص سنة 2016، أغلبها ناجمة عن أمراض نقص تروية القلب بسبب ساعات العمل الطويلة، وهو ما يمثل 19.4 شخصا من بين 100 ألف نسمة، الذين تتجاوز أعمارهم 15 سنة.
وتفيد آخر “تقديرات مشتركة عن عبء الأمراض والإصابات المرتبطة بالعمل، 2000-2016: تقرير الرصد العالمي” بأن أربعة آلاف و933 شخصا لقوا حتفهم بسبب الأمراض والإصابات المرتبطة بالعمل بالمغرب خلال سنة 2016، وهو رقم يظل منخفضا مقارنة مع العدد المسجل سنة 2010 (خمسة آلاف و46 ضحية)، وسنة 2000 (ستة آلاف و619 ضحية)، بينما تسببت الأمراض والإصابات المرتبطة بالعمل بوفاة مليون و879 ألفا و890 شخصا سنة 2016، منهم 634 ألفا و96 ضحية بمنطقة جنوب شرق آسيا، و150 ألفا و427 ضحية بالقارة الإفريقية.
وكانت الوفيات المرتبطة بالعمل، التي سجلت بالمغرب سنة 2016، ناجمة عن أمراض نقص تروية القلب بسبب ساعات العمل الطويلة (ألف و795حالة)، والسكتة الدماغية (ألف و41 حالة)، في حين استحوذت الأمراض غير السارية على نسبة 81 بالمائة من الوفيات على المستوى العالمي، حيث تمثلت الأسباب الرئيسية للوفيات في المرض الرئوي الانسدادي المزمن (450 ألف وفاة)، والسكتة الدماغية (400 ألف وفاة)، ومرض القلب الإقفاري (350 ألف وفاة)، وسببت إصابات العمل 19 بالمائة من الوفيات (360 ألف وفاة).
وتستدعي هذه الأرقام ضرورة اتخاذ مزيد من التدابير لضمان أماكن عمل أكثر صحة وأمانا ومرونة وأكثر إنصافا اجتماعيا، وإعطاء دور مركزي لتعزيز الصحة في مكان العمل ولخدمات الصحة المهنية.

وانخفضت نسب الوفيات المرتبطة بالعمل بالنسبة إلى عدد السكان، على المستوى العالمي، بمقدار 14 بالمائة بين سنتي 2000 و2016، وذلك نتيجة تحسين جوانب الصحة والسلامة في مكان العمل، غير أن الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والسكتة الدماغية بسبب ساعات العمل الطويلة ارتفعت بنسبة 41 بالمائة و19 بالمائة، على التوالي، ويعكس ذلك اتجاها متصاعدا في هذا العامل الجديد نسبيا من عوامل الخطر المهنية النفسية الاجتماعية.
وتوجه لكل عامل من عوامل الخطر مجموعة فريدة من الإجراءات الوقائية لتسترشد بها الحكومات بالتشاور مع أصحاب العمل والعاملين، فالوقاية من التعرض لساعات العمل الطويلة، على سبيل المثال، يقتضي الاتفاق على حد أقصى صحي لساعات العمل، أما الحد من التعرض لتلوث الهواء في مكان العمل، فيتطلب تطبيق تدابير مراقبة الغبار والتهوية ومعدات الحماية الشخصية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق