مجتمع

وفيات الأمهات.. المغرب يفقد 470 حالة سنويا

حميد إعزوزن

كشف تقرير أعدته وكالات تابعة للأمم المتحدة، أن المغرب بذل جهودا كبيرة من أجل تقليص نسبة وفيات الأمهات، حيث تراجعت بـ 69.9 بالمائة خلال الفترة ما بين سنتي 2000 و2020.
وكشف التقرير، الذي أصدرته منظمة الصحة العالمية، نيابة عن فريق الأمم المتحدة المشترك بين الوكالات المعنية بتقدير وفيات الأطفال (البنك الدولي، منظمة الصحة العالمية، وشعبة السكان في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية التابعة للأمم المتحدة- (DES، أن معدل وفيات الأمهات بالمغرب سجل تراجعا كبيرا خلال الفترة المذكورة، حيث انخفض من 244 حالة وفاة من بين كل 100 ألف ولادة سنة 2000، إلى 194 حالة وفاة من بين كل 100 ألف ولادة سنة 2005، ثم 134 حالة وفاة من بين كل 100 ألف ولادة سنة 2010، و97 حالة وفاة من بين كل 100 ألف ولادة سنة 2015، قبل أن يصل هذا المعدل إلى 72 حالة وفاة من بين كل 100 ألف ولادة سنة 2020.
ورغم تسجيل تراجع حالات وفيات الأمهات بالمغرب، إلا أن أرقام التقرير الصادر تحت عنوان “اتجاهات السائدة في وفيات الأمهات: من 2000 إلى 2020″، تظهر أن أمهات كثيرات يتوفين جراء مضاعفات خلال الحمل أو الولادة، حيث بلغ عددهن حوالي 470 امرأة سنة 2020.
ووفق ما جاء في التقرير ذاته، فإن المغرب، إلى جانب ليبيا، سجل ثاني أقل معدل بخصوص وفيات الأمهات على مستوى منطقة شمال إفريقيا، بعد تونس، التي بلغ فيها هذا المعدل 43 حالة وفاة من بين كل 100 ألف ولادة حية، في حين ما تزال موريتانيا تسجل فيها أعلى نسبة بين دول المنطقة، حيث يبلغ معدل وفيات الأمهات حوالي 464 حالة وفاة من بين كل 100 ألف ولادة، متبوعة بالجزائر بـ 78 حالة وفاة من بين كل 100 ألف ولادة.
وكشف تقرير”الاتجاهات السائدة في وفيات الأمهات” عن تراجع مقلق في صحة المرأة خلال السنوات الأخيرة، حيث زادت وفيات الأمهات أو ظلت كما هي دون تغيير في جميع مناطق العالم تقريبا.
وأشار التقرير إلى أن هناك ما يقدر بحوالي 287 ألف حالة وفاة للأمهات في جميع أنحاء العالم سنة 2020، أي أن امرأة تموت كل دقيقتين أثناء الحمل أو الولادة، وهذا يمثل انخفاضا طفيفا فقط من 309 آلاف سنة 2016 عندما دخلت أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة حيز التنفيذ، ولئن كان التقرير يشير إلى وجود تقدم كبير في خفض وفيات الأمهات بين سنتي 2000 و2015، فإن ذلك التقدم قد تعثر تعثرا كبيرا، بل إنه تراجع في بعض الحالات، عقب هذه الفترة.
ووفق الأرقام التي أوردها التقرير، فإن وفيات الأمهات ما تزال تتركز إلى حد كبير في أفقر أجزاء العالم وفي البلدان المتأثرة بالصراعات، ذلك أنه في سنة 2020 كان حوالي 70 بالمائة من جميع وفيات الأمهات في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وفي تسعة بلدان تواجه أزمات إنسانية حادة، كانت معدلات وفيات الأمهات أكثر من ضعف المتوسط العالمي (551 حالة وفاة للأمهات لكل 100 ألف مولود حي، مقارنة بـ 223 حالة على الصعيد العالمي).
ونبه التقرير الأممي إلى أنه لا يتلقى ما يقرب من ثلث النساء أربعة من ثمانية فحوصات موصى بها قبل الولادة، كما لا يتلقين رعاية ما بعد الولادة الأساسية، في حين أن حوالي 270 مليون امرأة تنقصهن فرص الحصول على الوسائل الحديثة لتنظيم الأسرة.
وأوصت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها في فريق الأمم المتحدة المشترك بين الوكالات المعني بتقدير وفيات الأطفال دول العالم بالإسراع في إحراز تقدم صوب الوفاء بالأهداف العالمية المتعلقة بخفض وفيات الأمهات، وإلا فإنه سيعرض حياة أكثر من مليون امرأة للخطر بحلول سنة 2030.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق