تقرير..المغرب خارج الدول التي يتعرض فيها “اللادينيين” للمضايقات والمغاربة ضمن الشعوب الأكثر تسامحا
حميد إعزوزن
المغرب خارج قائمة الدول التي يتعرض فيها الأشخاص غير المنتمين إلى أي دين للمضايقات والعنصرية، وذلك في الوقت الذي ارتفع فيه عدد البلدان التي تعرض فيها هؤلاء الأشخاص للاضطهاد بشكل ملحوظ.
ووفقا للتقرير الأخير لمركز “بيو” للأبحاث حول القيود المفروضة على الدين في جميع أنحاء العالم، فقد تمت مضايقة “اللادينيين”، وهي مجموعة تضم ملحدين وأشخاصا لا ينتمون إلى أي دين، من قبل الحكومات أو المجموعات الخاصة أو كليهما في 27 دولة في سنة 2020 ، مسجلا ارتفاعا من 22 سنة 2019، كما ارتفع عدد الدول التي تعرض فيها اليهود للمضايقات، بخمسة بلدان إضافية سنة 2020.
وبمناسبة اليوم العالمي لذكرى الهولوكوست، الذي يحتفل به في 27 يناير من كل سنة، أقر تقرير المركز، الذي يتخذ من واشنطن مقرا رئيسيا له، أن المغاربة هم أكثر الشعوب تسامحا تجاه الأديان الأخرى، مؤكدا أن المغرب ليس من بين الـ 27 دولة تعرض فيها أشخاص غير متدينين للمضايقة سنة 2020، وصنفه في خانة الدول التي تعرف مستويات “منخفضة” في الأعمال العدائية الاجتماعية المتعلقة بالدين، مثل الإساءة اللفظية، وجرائم الكراهية العلنية، والقتل.
وسجل التقرير ذاته، أن درجة مؤشر الأعمال العدائية الاجتماعية المرتبطة بالدين عرفت انخفاضا بالمغرب ما بين سنتي 2007 و2020، لتصل إلى 2.3 نقط فقط، بعدما كانت في حدود 3.7 نقط سنة 2007 .
ويقوم تقرير المعهد الأمريكي، الذي يتخذ من واشنطن مقرا رئيسيا له، بتحليل أوضاع الحريات الدينية في 198 دولة عبر العالم، انطلاقا من معيارين أساسيين، هما القوانين التي تسنها الحكومات والتي تساهم في التضييق على المجموعات الدينية، وكيفية تعامل المجتمع مع المجموعات الدينية (التسامح، المضايقات، الاعتداءات، الكراهية.)
وأشار التقرير إلى أن عشرة من أصل 27 دولة تعرض فيها أشخاص غير متدينين للمضايقة تقع في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، حيث يعيش أكثر من ثلاثة أرباع الأشخاص غير المنتمين إلى العالم، وتسع دول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتشمل السعودية، والإمارات العربية المتحدة، ولبنان، وليبيا، واليمن ومصر والأردن، وقطر وتونس، وكذلك ثماني دول في أوربا وإفريقيا جنوب الصحراء والأمريكتين، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية.
ورصد التقرير، أن مستويات القيود الحكومية على الأنشطة الدينية ومضايقات الحكومة للجماعات الدينية عرفت ارتفاعا خلال الفترة مابين 2007 و2020 ، في جميع أنحاء العالم، خاصة في الدول ذات الحكومات التي تستخدم القوة، مثل الاعتقالات والاعتداءات الجسدية، وإكراه الجماعات الدينية، كما أن عدد البلدان ذات المستويات “المرتفعة”، أو “المرتفعة جدا” من القيود الحكومية التي تفرضها الحكومة على الدين في تزايد، حيث ارتفع هذا الرقم من 56 دولة سنة 2018، ثم إلى 57 دولة سنة 2019، و75 دولة سنة 2020، لكنه يظل أقل من ذروة سنة 2012(85 دولة).