الدهون المتحولة تتسبب سنويا في آلاف وفيات أمراض القلب التاجية في المغرب

حميد إعزوزن

الاستهلاك المفرط للأطعمة الغنية بالدهون المتحولة يتسبب سنويا في آلاف الوفيات الناجمة عن أمراض القلب التاجية في المغرب، وذلك وفق تقرير صدر أول أمس الاثنين عن منظمة الصحة العالمية.
وكشف التقرير، الصادر تحت عنوان “العد التنازلي إلى سنة2023 تقرير منظمة الصحة العالمية بشـأن القضاء العالمي على الدهون المتحولة 2022″، أن 2.38 بالمائة من الوفيات الناجمة عن أمراض القلب التاجية في المغرب ناتجة عن تناول الدهون المتحولة المنتجة صناعيا” TFA” ، والتي تسمى أيضا الدهون غير المشبعة.
وتفيد الأرقام التي أوردها التقرير ذاته، وهو تقرير سنوي تنشره المنظمة بالتعاون مع مبادرة “عازمون على إنقاذ الأرواح”، لتتبع التقدم نحو هدف القضاء على الدهون المتحولة في سنة 2023، أن نسبة الوفيات الناجمة عن أمراض القلب التاجية في المغرب بسبب” TFA” تظل ضعيفة مع ذلك بالمقارنة مع مجموعة من الدول العربية، كمصر، التي تصل فيها هذه النسبة إلى 8.39 بالمائة، والإمارات العربية المتحدة(2.60 بالمائة)، وليبيا(2.55 بالمائة)، والكويت(2.52 بالمائة)، والسودان، واليمن (2.51 بالمائة)، وقطر(2.47 بالمائة)، وعمان(2.46 بالمائة)، والبحرين(2.43 بالمائة)، والأردن(2.42 بالمائة)، والعراق(2.42 بالمائة)، وسوريا(2.41 بالمائة)، بالمقابل تبقى هذه النسبة مرتفعة بالمقارنة مع النسب المسجلة في كل من الجزائر(1.83 بالمائة)، وموريتانيا(1.37 بالمائة)، وجنوب السودان(1.33 بالمائة)، والسعودية(1.32 بالمائة)، ولبنان(1.02 بالمائة)، وتونس(0.93 بالمائة).
وخلصت منظمة الصحة العالمية، في تقريرها، إلى أن خمسة ملايير شخص في العالم يفتقرون إلى الحماية من الدهون المتحولة، مما يزيد من احتمال إصابتهم بأمراض القلب والوفاة.

وأشار التقرير إلى أنه منذ أن دعت المنظمة أول مرة في سنة 2018 إلى القضاء على الدهون المتحولة المنتجة صناعيا في العالم، وحددت سنة 2023 موعدا لتحقيق تلك الغاية، تضاعف عدد السكان المستفيدين من سياسات قائمة على أفضل الممارسات نحو ستة أضعاف، ونفذ 43 بلدا حتى الآن سياسات قائمة على أفضل الممارسات للقضاء على الدهون المتحولة في الأغذية، فاستفاد من الحماية 2.8 مليار شخص في العالم.
وذكر التقرير أنه على الرغم من هذا التقدم الكبير، فإن 5 ملايير شخص في العالم ما يزالون معرضين للآثار الوخيمة على الصحة بسبب الدهون المتحولة في ظل تعذر بلوغ الهدف العالمي للقضاء على الدهون في سنة2023 حتى الآن.
وسجل التقرير أن معظم البلدان المرتفعة الدخل (ولا سيما في الأمريكتين وأوربا) نفذت سياسات القضاء على الدهون المتحوّلة حتى الآن في، وازداد الإقبال على تنفيذ أو اعتماد هذه السياسات في البلدان المتوسطة الدخل، منها الأرجنتين وبنغلاديش والهند وباراغواي والفلبين وأوكرانيا. ويعكف على النظر في سياسات قائمة على أفضل الممارسات في كل من المكسيك ونيجيريا وسريلانكا في سنة 2023، بالمقابل لم يعتمد أي بلد من البلدان المنخفضة الدخل حتى الآن سياسة قائمة على أفضل الممارسات للقضاء على الدهون المتحولة.
وأوصت المنظمة بأن تركز البلدان ، خلال سنة 2023، على أربع مجالات رئيسية، تشمل اعتماد سياسة قائمة على أفضل الممارسات، والرصد والترصد، وتوفير بدائل صحية للنفط.