
حكيمة أحاجو
مع قرب مؤتمرها المزمع عقده في يناير المقبل، تعيش جبهة البوليساريو الانفصالية خلافات داخلية عميقة، حيث تحدث العديد من المراقبين عن وجود وضع جديد يتطور داخل “المخيمات”، فيما اعتبر آخرون أن صراع الأجنحة داخل الأجهزة الأمنية الجزائرية قد ألقى بظلاله على الأوضاع بمخيمات تندوف.
وفي هذا الصدد، أكد محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، أن الاحتقان داخل البوليساريو، مرده للصراع والتفكك والترهل التنظيمي الذي تعيشه الجبهة الانفصالية، والذي تعود جذوره إلى أزمة الزعامة والفراغ في زعامة الجبهة، وتوزع مراكز القرار والصراع داخلها، منذ افتضاح تهريب زعيمها إلى إسبانيا بهوية مزورة وافتضاح ماضيه الإجرامي، خاصة بعد تورط هذه القيادات في جرائم القتل والتصفيات والاختطافات والاغتصاب.
ومن الفضائح المروعة، التي تم تداولها على نطاق واسع بمخيمات تندوف، الشكوك الكبيرة التي أثارتها خلفيات وفاة عبد الله لحبيب أحد المرشحين لخلافة ابن بطوش على زعامة الجبهة، خاصة وأن الجزائر فوتت قرار تدبير مخيمات تندوف منذ خمسة عقود لنفس الوجوه ونفس المجموعة الضيقة الأمنية التابعة للنظام الأمني الجزائري.
وأوضح سالم عبد الفتاح في تصريح لـ” الأمة 24″، أن المجموعة المتحكمة في تدبير شؤون الصحراويين المحتجزين بمخيمات تندوف، بدأت تصطدم في ما بينها لارتباطها بالأجهزة الأمنية الجزائرية، والتي تعيش بدورها على وقع صراع الأجنحة داخل النظام الجزائري.
وأضاف أن واقع الصراع والتفكك داخل الجبهة الانفصالية انعكس على الوضع الاجتماعي بمخيمات تيندوف، والتي تعيش صراعات عنيفة بين مجموعات العصابات المنظمة والمجموعات ذات الطابع القبلي، حيث تشهد المخيمات بين الفينة والأخرى الاقتتال والتجييش القبلي، والتي يقودها أحيانا قياديون أمنيون بالبوليساريو، وتشهد إطلاق الأعيرة النارية وحرق الخيام وترويع الآمنين.
في ظل هذا الصراع الداخلي، أكد الناشط الحقوقي، أن قيادات الميلشيات الانفصالية تعمد إلى توظيف عصابات الجريمة المنظمة والاحتماء بها من خلال أعمال العصابات القبلية المرتبطة بالجماعات المسلحة المنتشرة بالساحل جنوب الصحراء، والتي باتت متغلغلة في مخيمات تندوف لتقاطع أجندتها مع قيادات البوليساريو من خلال ارتباطها بالعديد من الأنشطة غير القانونية التي تذر الثروة والاغتناء السريع للعناصر القيادية للانفصاليين، مقابل تهريب المساعدات الإنسانية المنهوبة والمتاجرة في السلاح وتهريب المحروقات وغيرها من الأنشطة غير القانونية من قبيل الاتجار بالبشر والمخدرات وغيرها.
وذكر المصدر ذاته، أن الصراع بين قيادة الجبهة يحتدم مع اقتراب مؤتمرها العام، والذي يعد محطة لإعادة توزيع المواقع القيادية المدرة للتربح والاغتناء مقابل تلك المتعلقة بتوزيع المساعدات الإنسانية وبتدبير مخازن السلاح والإشراف على خطوط الإمداد العسكري وكلها مجالات للنهب الممنهج والانتفاع لأنها ترتبط بمجالات تغلغل وانتشار عصابات الجريمة المنظمة والمسلحة داخل تنظيم البوليساريو وفي جل مخيمات معسكرات تندوف.