13ألف تذكرة بالمجان للجماهير المغربية
قطر/خالد حداد – عدسة عبد الله أسعد
قضى الآلاف من المشجعين المغاربة “ليلة بيضاء” بالقرب من ملعب” الجنوب” الواقع بمنطقة “الوكرة” في الجهة الجنوبية من العاصمة القطرية الدوحة، أملا في الحصول على تذكرة حضور أهم مباراة في تاريخ الكرة المغربية، والتي ستجمع “الأسود” بمنتخب فرنسا يومه الأربعاء بداية من العاشرة ليلا بملعب “البيت”، برسم نصف نهائي النسخة الـ22 من كأس العالم.
واقتنت الجامعة 13 ألف تذكرة لتوزيعها على المشجعين بالمجان، في ظل صعوبة الحصول على التذاكر عبر منصة الفيفا المخصصة للبيع، وهو مشهد تكرر منذ صعود “الأسود” للدور الثاني من المونديال.
وعاينت “الأمة 24” توافد الآلاف من الجماهير المغربية من مختلف الفئات رجالا ونساء إلى ملعب “الجنوب” منذ الساعة التاسعة ليلا، أول أمس الإثنين، لحجز مكان في طوابير طويلة جدا، أمام إحدى مداخل الملعب، وذلك بالرغم من عدم علمهم بتوقيت انطلاق عملية التوزيع.
كريم العنز، مواطن مغربي مقيم في قطر تحدث لـ “الأمة 24” بهذا الخصوص وقال إنه قرر التوجه مبكرا إلى ملعب “الجنوب”، وقضاء الليل بأكمله في طوابير الانتظار على أمل الحصول على تذكرة، وأضاف “أتيت مع بعض الأصدقاء، بعد أن علمنا أن التذاكر ستوزع بهذا الملعب، سنبيت هنا رغم صعوبة الظروف لكن كل شيء يهون في سبيل تشجيع ودعم المنتخب الوطني”.
تعزيزات أمنية كبيرة وحيرة وتبادل لأطراف الحديث وتساؤلات، كلها مشاهد هيمنت على ليلة باردة في العاصمة القطرية الدوحة، اضطر معها العديد من المشجعين إلى جلب أغطية تقيهم البرد، في الوقت الذي افترش فيه آخرون الأرض والتحفوا السماء في انتظار الفرج، مع العلم أن كثيرون استسلموا للتعب مع تسلل أشعة الشمس إلى السماء، وغادروا المكان محبطين.
وبدأت عملية التوزيع صباحا، بعد ساعات من الانتظار وصلت لـ 13 ساعة بالنسبة للبعض، لكنها شهدت مشاكل كبيرة جدا، وفوضى عارمة، دفعت العديدين للتذمر والتعبير عن استيائهم العميق لمشاهد وصفوها بغير المشرفة للمغرب والمغاربة، منهم مقيمون في قطر وآخرون قادمون من دول أخرى حلوا بعين المكان مرفوقين بحقائب سفرهم، موضحين أن العدد المعلن عنه لم يتم توزيعه بالكامل، وأنه كانت هناك محاباة في عملية التوزيع، إضافة للفوضى العارمة والإغماءات والإصابات التي تعرض لها البعض بسبب التدافع والزحام.
وكشف آخرون أنهم قضوا الليل بأكمله بالقرب من الملعب، وتغيبوا عن عملهم أمس الثلاثاء، لكنهم رغم كل ذلك لم يتمكنوا من الحصول على تذكرة، علما أن كثيرين اعتبروا الطريقة التي تم اختيارها لتوزيع التذاكر كانت خاطئة من البداية، مشددين على أنه كان من الأولى طرح التذاكر للبيع في موقع الجامعة، بدل أن يتم توزيعها بطريقة وصفوها بالمهينة والمخزية.
ووجه مشجعون مغاربة اتهامات شديدة للعضو الجامعي محمد بودريقة، واعتبروا أنه المسؤول الأول عن سوء تدبير هذه العملية التي تولى الإشراف عليها، متسائلين “عدد التذاكر التي تم توزيعها إلى حدود زوال أمس الثلاثاء لم يتجاوز 2000 فأين ذهبت البقية؟”.
وفي سياق متصل، تم تخصيص مكتب بمطار “حمد الدولي” بالدوحة لمنح التذاكر للجماهير التي تصل إلى قطر عبر الرحلات الخاصة التي نظمتها الخطوط الملكية المغربية بمناسبة دور نصف النهائي من خلال جسر جوي قوامه 30 رحلة تربط بين الدار البيضاء والدوحة، بواسطة طائرات ذات سعة كبيرة، يومي الثلاثاء والأربعاء.
وأفاد بلاغ للخطوط الملكية المغربية أنه “من أجل تمكين الكثير من المغاربة الراغبين في دعم المنتخب الوطني في ملحمته وليعيشوا مشاعر الدور نصف النهائي لكأس العالم المقرر في 14 دجنبر 2022، وضعت الخطوط الملكية المغربية جسرا جويا حقيقيا بين الدار البيضاء والدوحة”.
وأضاف البلاغ أن “التأهل التاريخي، تطلب ترتيبات تاريخية، إذ ستؤمن الشركة الوطنية نحو 30 رحلة بواسطة طائرات ذات سعة كبيرة”، وأوضح نص البلاغ “هذا الجسر الجوي، الذي أقيم بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، يمثل رقما قياسيا تاريخيا بالنسبة للخطوط الملكية المغربية”.
ونقل البلاغ عن الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الملكية المغربية قوله”نحن فخورون بمواكبتنا لهذه المغامرة الاستثنائية لأسود الأطلس في مونديال قطر 2022″. وأضاف أنه “بعد نجاح الترتيبات غير المسبوقة التي وضعت بمناسبة المباراة بين المغرب والبرتغال، نضاعفها اليوم بأربعة أضعاف من خلال تعبئة ما يقرب من 30 رحلة تؤمنها طائرات ذات سعة كبيرة وذلك في ظرف 24 ساعة فقط.
وتم إطلاق هذا العرض الفريد ابتداء من أول أمس الإثنين 12 دجنبر، بسعر خاص قدره 5000 درهم شامل للرسوم (ذهابا وإيابا)، مشيرة إلى أنها وضعت طرقا مبتكرة على مستوى التوزيع، حيث سيتم بيع التذاكر على الموقع الإلكترون للشركة، وعلى مستوى الوكالات التجارية التابعة لها، وعبر مراكز النداء الخاصة، بالإضافة إلى الشبكة الوطنية لوكالات الأسفار.
