المغرب ضمن الدول “الأقل ترحيبا” باللادينيين والملحدين
حميد إعزوزن
المغرب ضمن قائمة الدول، التي يتعرض فيها اللادينيون والملحدون إلى “تمييز شديد”، وذلك وفق تقرير”حرية الفكر لسنة 2022″، الذي صدر عن منظمة “Humanists International”.
واعتبرت النسخة 11 من التقرير، أن المغرب من بين أقل دول العالم ترحيبا بالملحدين واللادينيين، ومنحته معدل 4.5 نقط، وهو نفس المعدل الذي حصل عليه في النسخة الماضية، علما أنه كلما اقترب التنقيط إلى 5 نقط إلا وكانت الدولة تمارس “انتهاكات جسيمة” ضد اللادينيين، بينما الدولة التي تحصل على صفر نقطة هي الأكثر ترحيبا بالملحدين .
وأشار تقرير المنظمة، التي تأسست بأمستردام سنة 1952 وتضم جمعيات إنسانية وعلمانية، إلى أن أتباع الأقليات الدينية بالمغرب والذين لا ينتمون لأي ديانة يتعرضون لـ”المضايقات”، حيث ينظر مثلا إلى البهائية على أنها انحراف “هرطقي” عن الإسلام ويعتبر أعضاؤها “مرتدين”، وليس هناك اعتراف بالبهائيين أو الشيعة كمنظمات دينية، أو لهما أماكن خاصة للعبادة، في حين يتم السماح للجاليات المسيحية الأجنبية بحضور العبادة في الأماكن المعتمدة.
ووفق التقرير، فإن الجمعيات الداعية إلى علمانية الدولة “تتعرض لمنع أنشطتها وملاحقة أعضائها والتحقيق معهم”، كما يعاقب بالحبس على المجاهرة بالإفطار خلال شهر رمضان، لافتا إلى أن القانون الجنائي المغربي ينص على أن “كل من عرف باعتناقه الدين الإسلامي، وتجاهر بالإفطار في نهار رمضان، في مكان عمومي، دون عذر شرعي، بالحبس من شهر إلى ستة أشهر وغرامة من 200 إلى 500 درهم”.
وسجل التقرير خلو القانون الجنائي المغربي من أي نص يعاقب على الردة أو تغيير الدين، إلا أنه ينص بالمقابل على عقوبات ذات صلة بممارسة الدعوة إلى ديانة أخرى أو التبشير في حق كل شخص استعمل العنف أو التهديد لإكراه شخص أو أكثر على مباشرة عبـادة ما أو على حضورها، أو لمنعهم من ذلك، أو استعمل وسائل الإغراء لزعزعة عقيدة مسلم أو تحويله إلى ديانة أخرى.
وجاءت أغلب الدول العربية في خانتي الدول التي تمارس فيها “الانتهاكات الجسيمة”، أو”التمييز الشديد” ضد الملحدين والمجموعات اللادينية، ووفق ما جاء في التقرير، الذي صنف الدول ضمن خمس خانات، تشمل “انتهاكات جسيمة” لحرية المعتقد، و”تمييز شديد”، و”تمييز منتظم”، و”وضع مرض غالبا” و”دول حرة ومتساوية”.
وعلى المستوى العالمي، فقد صنفت المنظمة، التي كانت تسمى قبل سنة 2019 باسم “الاتحاد الدولي الإنساني والأخلاقي” (IHEU)، بلجيكا وهولندا والتايوان كأكثر دول العالم ترحيبا بالملحدين، بصفر نقطة، في حين مازالت هناك 13 دولة لديها عقوبات جنائية ضد المرتدين، و12 دولة تهمش علانية أو تضايق أو تحرض على الكراهية أو العنف ضد المجموعات اللادينية