المخدرات.. حملة للتوعية بخطورة الآفة
حليمة المزروعي
نظم منتدى الآفاق للثقافة والتنمية في مسيرته التوعوية بخريبكة، ضمن فعاليات الدورة الثالثة للحملات التحسيسية “لا للمخدرات”، ندوات علمية بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بخريبكة، ضمن محطة أخرى من الحملات التحسيسية ضد آفة الإدمان على المخدرات، المنظمة هذه السنة تحت شعار “روعة الحياة لا تفسدها بالمخدرات”، والتي جابت العديد من المؤسسات التعليمية بالمدينة خلال الأسابيع الماضية، وتستمر فعالياتها إلى غاية متم هذه السنة.
ونوه المتدخلون في هذه الندوة بمثل هذه المبادرات الجمعوية، التي تلج المؤسسات التعليمية بهدف التوعية والتحسيس بالظاهرة ومدى فعالية المقاربة التربوية وضرورتها في وقاية الفرد والمجتمع من الوقوع في براثن الإدمان بكافة أنواعه.
وأجمع المتدخلون على أن التعاطي للمخدرات يؤدي إلى تفشي جرائم العنف من اغتصاب، وسرقة وقتل، مما يشيع الخوف والشعور بانعدام الأمن بين أفراده، مع تخصيص نفقات كبيرة من مقدرات الدولة لمكافحة المخدرات وبناء مراكز لعلاج الإدمان يؤدي إلى زيادة التكلفة على الدولة والمجتمع، وبالتالي سوء الحالة الصحية، إلى جانب تضرر باقي القطاعات الأخرى التي تقتطع من ميزانيتها النفقات المالية لصرفها على مكافحة الإدمان.
ومن أضرار المخدرات على المجتمع، حسب المتدخلين، حدوث انتشار واسع للأمراض المعدية مثل “الإيدز”، فيروس “سي” بسبب الممارسة الجنسية بدون إجراءات الوقاية، وتبادل الحقن مع أشخاص يحملون تلك الأمراض، مبرزين أن تناول المخدرات أثناء الحمل يؤدي إلى انتقالها للجنين والإصابة بتشوهات خلقية ومشاكل في النمو والانتباه، وأحيانا قد تسبب الإجهاض أو التسمم الحملي.
ومن أجل ترشيد الموارد، وضعت وزارة الصحة إطاراً لتطوير الشراكات والتعاون المشترك بين القطاعات، عبر اتفاقيات- إطار بين وزارة الصحة ومختلف الشركاء (مؤسسة محمد الخامس للتضامن، المجتمع المدني، الوزارات، المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، المجلس الوطني لحقوق الإنسان…)، وسيتم وضع وتنفيذ مخططات عمل مشتركة تستهدف على وجه الخصوص السجناء والمهاجرين والنساء والأطفال والمراهقين.
وأنشأ المغرب هيئة متخصصة في رصد تطور التعاطي للمخدرات والمشاكل الصحية الناتجة عنها، وكذلك في إنتاج المعلومات المفيدة لاتخاذ القرار في مجال المخدرات والإدمان، التي يبلغ معدل انتشارها بالمغرب بين عامة السكان الذين تبلغ أعمارهم 15 سنة، فأكثر 4.1 في المائة أي ما يعادل 800 ألف شخص منهم 2.8 في المائة مدمنون على المواد المخدرة، وتتعاطى الساكنة الأصغر سنا للمخدرات والإدمان بشكل متزايد بالمدن الشمالية.