مكافحة الفساد.. هكذا ينظر المغاربة لأداء الحكومة
حميد إعزوزن
أحيى المغرب، كغيره من بلدان العالم، اليوم العالمي لمكافحة الفساد، الذي يصادف يوم 9 دجنبر من كل سنة، في وقت يعتبر فيه ثلثي المغاربة، أي ما يعادل نسبة 66 بالمائة، أن أداء الحكومة في مكافحة الفساد “سيء جدا” أو “سيء إلى حد ما”، مقابل 34 بالمائة يرون أنها تقوم بعمل جيد، وفق ما خلص إليه آخر استطلاع أجرته شبكة البحوث الإفريقية المستقل “أفرو بارومتر”(Afrobarometer) حول الفساد.
ويعتقد 76 بالمائة من المغاربة المشاركين في هذا الاستطلاع، أن مستوى الفساد قد ازداد في المغرب خلال سنة 2020، بما في ذلك 42 بالمائة قالوا إنه “زاد كثيرا”، بينما اعتبر 22 بالمائة أنه انخفض على الأقل إلى حد ما”، في حين تنتشر تصورات زيادة مستويات الفساد بشكل أكبر في الغابون (82 بالمائة)، وليسوتو (78 بالمائة)، وجزر موريس (77 بالمائة)، ومالي (76 بالمائة)، والسنغال (75 بالمائة)، وناميبيا (73 بالمائة)، بالمقابل قالت أغلبية كبيرة في تنزانيا (77 بالمائة)، والبنين (70 بالمائة) إن الفساد قد تناقص.
وحول ما إذا كانت الحكومة قد أحرزت تقدما في مكافحة الفساد خلال السنوات الست الماضية، كشفت “أفرو بارومتر”، التي استطلعت آراء المغاربة خلال شهر فبراير 2021، أن وضع الفساد قد ساء بشكل ملحوظ خلال الفترة ما بين 2014 و2021، حيث زاد بنسبة 16 بالمائة، بينما ارتفع بشكل كبير في مالي (بنسبة 45 بالمائة)، والسنغال (41 بالمائة)، والغابون (30 بالمائة)، وغينيا (25 بالمائة)، والكوت ديفوار (24 بالمائة)، في المقابل، أنه في خمسة بلدان يعتقد المستطلعون فيها أن مستوى الفساد قد انخفض بأكثر من 20 بالمائة، وهي تنزانيا (58 بالمائة)، والبنين (53 بالمائة)، وسيراليون (29 بالمائة)، وغانا (22 بالمائة)، ونيجيريا (21 بالمائة).
ويعتقد نصف أو أكثر من السكان البالغين في 16 دولة إفريقية من بين الدول الـ 34 التي شملها الاستطلاع، أن “معظم المسؤولين في قطاع الأمن” أو “جميعهم” فاسدون، وتتجاوز النسبة المسجلة في كل من الغابون (68 بالمائة)، أوغندا (68 بالمائة)، وكينيا (68 بالمائة)، وليبريا (67 بالمائة)، بثلاث أو أربع مرات المستويات المسجلة في كل من الرأس الأخضر (22 بالمائة) والمغرب، الذي لا تتعدى فيه نسبة من لديهم هذا الاعتقاد 15 بالمائة فقط.
وحسب الاستطلاع، فقد صرح 16 بالمائة من المغاربة أنهم اضطروا لدفع رشوة مرة أو مرتين من أجل الحصول على وثيقة إدارية، في الوقت الذي قال فيه نصف الكاميرونيين (52 بالمائة)، والكينيين (50 بالمائة) إنهم اضطروا لدفع رشوة مرة واحدة على الأقل، في المقابل أبلغ 1 بالمائة من مواطني الرأس الأخضر أنه اضطر إلى رشوة شخص ما للحصول على مثل هذه الوثيقة.
وصرح 27 بالمائة من المغاربة المشاركين في الاستطلاع، أنهم اضطروا لدفع رشوة خلال الأشهر الـ 12 الماضية مقابل خدمة عامة، في الوقت الذي أكد فيه ستة من كل 10 ليبيريين (60 بالمائة) أنهم دفعوا الرشوة مقابل الخدمات العامة، كما كان الحال كذلك مع حوالي نصف الأوغنديين (53 بالمائة)، والكاميرونيين (50 بالمائة)، والغينيين (50 بالمائة)، والسيراليونيين (49 بالمائة).