“مشيرب” قلب الدوحة النابض بجماهير المونديال
قطر/خالد حداد – عدسة عبد الله أسعد
تعد مدينة مشيرب “الإيكولوجية” والذكية، قبلة لجماهير النسخة الـ 22 من كأس العالم في قطر، والقلب النابض للعاصمة الدوحة، نظرا لما توفره من فعاليات رياضية وترفيهية وثقافية وفنية جذابة.
وتعتبر “مشيرب” مشروعا ثقافيا واقتصاديا مبتكرا لإحياء وسط العاصمة القطرية القديم بأسلوب يمزج بين مفاهيم الهندسة المعمارية القديمة والتطور العمراني الحديث الذي تشهده البلاد، وهي عبارة عن مدينة مصغرة، تتميز ببناياتها الزجاجية المتوسطة العلو، وتعتمد بشكل كلي على الطاقتين الشمسية والكهربائية، في كل احتياجاتها الطاقية، ويجوبها “ترام” كهربائي، يمكن الزوار من التعرف على مرافقها.
وتشهد شوارع “مشيرب” خلال المونديال إقبالا جماهيريا كبيرا، من زوار قطر من كافة الأجناس والدول، يحملون أعلام وأزياء بلدانهم للاحتفال بالحدث الكروي المميز، خاصة أنها تعتبر همزة وصل بين محطات المترو، و”سوق واقف” الذي يمكن الوصول إليه من خلالها، عبر ممرات تحت أرضية مجهزة بمصاعد وسلالم كهربائية.
وتوفر “مشيرب” كل ما يحتاجه الزوار لقضاء أوقات جميلة بين جدرانها، من مقاه فخمة ومطاعم متنقلة منتشرة على جانبي شارعها الرئيسي تقدم أصنافا متنوعة من المأكولات، ومحلات تجارية ضخمة، كما تضم المنطقة “متاحف مشيرب” التي تحتفي بتاريخ قطر، تم تأسيسها من 4 بيوت تراثية أعيد ترميمها وتحويلها لمتاحف ذات مستوى عالمي، هي “بيت بن جلمود” و”بيت الشرك” وبيت “محمد بن جاسم” وبيت “الرضواني”.
وإلى جانب الفعاليات الترفيهية، تستضيف مشيرب “المركز الإعلامي للدولة المنظمة”، ويجتمع فيه نحو ألف من ممثلي وسائل الإعلام المختلفة القادمة إلى قطر لتغطية فعاليات المونديال، حيث يوفر لهم كل ما يحتاجونه للقيام بمهامهم في مواكبة المحفل العالمي المميز والفريد والمستمر إلى غاية 18 دجنبر الجاري موعد المباراة النهائية بملعب “لوسيل”.
وتحتضن مشيرب “قرية العنابي”، وتضم عددا من الفعاليات المعدة خصيصا للجماهير، مثل ركن كرة القدم والملعب المصغر والألعاب الإلكترونية، إلى جانب معرض يرصد تاريخ المنتخب القطري، ومراحل وأبرز إنجازاته خلال السنوات الماضية.
ولعل أبرز ما يلفت الانتباه في “مشيرب”، ويجذب أكبر عدد من الزوار، جناح “كونميبول ـ شجرة الأحلام” الذي ينظمه اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم، توثيقا لتاريخ وإنجازات كرة القدم في القارة اللاتينية، ويضم هذا الجناح 3 عروض هي، معرض اللاعبين، وتجربة اللاعبين، وقسم يعرض أفضل البطولات في القارة.
ويبرز في الجناح “شجرة الأحلام” المستوحاة من جذور كرة القدم في منطقة أمريكا الجنوبية، من ملعب “الماراكانا” الشهير وصولا إلى ملاعب الأحياء الشعبية، حيث توفر الشجرة الحياة للجبال التي تحيط بها وتربط ماضي كرة القدم في القارة اللاتينية بحاضرها ومستقبلها.
كما يضم المعرض صورا ومعلومات عن أبرز اللاعبين في القارة، يتقدمهم الثنائي الأبرز على الإطلاق مارادونا وبيلي.
ويتيح هذا الجناح للزوار، التقاط الصور التذكارية مع عدد من الكؤوس والجوائز القيمة التي فازت بها اتحادات القارة، وممارسة كرة القدم في ملعب مصغر مغلق مخصص لذلك، كما يضم تمثالين لمارادونا وبيلي وهما يحملان كأس العالم.
وتستمر الفعاليات والمعارض المنوعة في “مشيرب” قلب الدوحة، يوميا لتمنح الزوار وجماهير كرة القدم من قطر وكل العالم تجربة شاملة تضفي على الحدث العالمي أبعادا ثقافية وترفيهية وفنية رائعة، وتفتح الباب أمام التعرف على الثقافة العربية والقطرية على وجه الخصوص، كما أنها تشكل فضاء للتلاقي بين مشجعين قادمين من مختلف الدول، للتعارف والتقارب، وتوفر بيئة مثالية للاستمتاع بأجواء مونديالية استثنائية.