حكيمة أحاجو
طالب نشطاء صحراويون وخبراء في شؤون اللاجئين، خلال الندوة الدولية، التي نظمتها عدة جمعيات مغربية وألمانية ببرلين، نهاية الأسبوع الجاري، بوقف تجنيد الأطفال من قبل ميلشيات البوليساريو الانفصالية، مؤكدين أن استشراء ظاهرة تجنيد الأطفال بمخيمات تندوف (جنوب الجزائر) يهدد الاستقرار الإقليمي.
وشدد الحاضرون على أن البوليساريو وحاضنتها الجزائر تخالف جميع المواثيق الدولية الداعية لحماية الأطفال في النزاعات، ناهيك عن انتهاك السلطات الجزائرية لالتزاماتها الدولية في مجال حقوق الإنسان ومنها حقوق الطفل، لأنها لا تتقيد بالتشريعات المتعلقة بالتزاماتها العامة في هذا الباب، وعلى اعتبار أن ما يتعرض له الأطفال الصحراويون من انتهاكات يقع داخل نفوذها الترابي.
واعتبر المتدخلون، أن الأطفال الذين تجندهم “البوليساريو” يشكلون مشاريع عناصر متطرفة من شأنها أن تهدد الأمن والاستقرار بمنطقة شمال إفريقيا والساحل، حيث طالبوا الجزائر بالتصدي لتجنيد الأطفال الموجودين على أراضيها، وكذا مسؤوليتها الكاملة عن الانتهاكات الجسيمة التي تطال حقوقهم الأساسية.
وفي هذا الصدد، اعتبر شيبة مربيه ربه ماء العينين، في تصريح لـ ” الأمة 24″، أن تجنيد الأطفال يصنف، حسب القانون الدولي، كجريمة حرب، حيث أن جبهة البوليساريو تعمد إلى تسليح الأطفال دون الثامنة عشر من العمر وتدريبهم كونهم فئة هشة لا تملك قرارها، مؤكدا أن هذه الجريمة البشعة في حق الأطفال تم التطرق إليها في تقارير عدة لمنظمات حقوقية دولية وكانت موضوع شكايات لدى مجلس حقوق الإنسان الدولي.
وإلى جانب الندوة، التي نظمت للمطالبة بتطبيق المواثيق الدولية المتعلقة بحماية حقوق الطفل والبرتوكولات الاختيارية المتعلقة بها، بمخيمات تيندوف على التراب الجزائري، عقد النشطاء الصحراويون عدة اجتماعات بالبرلمان الألماني، ومع مسؤولين بوزارتي الخارجية والاقتصاد، وخبراء في الجامعات، حيث التقى الوفد الصحراوي المغربي مجموعة من الأكاديميين والسياسيين والمسؤولين في الخارجية الألمانية، وكذلك مجموعة من رجال الأعمال والمؤسسات الاستثمارية الألمانية.
وقال رئيس مركز الصحراء للدراسات في التنمية وحقوق الإنسان، إن اللقاءات التي عقدت بألمانيا عرفت تقديم شهادات حية لضحايا انتهاكات حقوق الإنسان بمخيمات تندوف تخص الاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري، وكذا انتهاك حقوق المرأة والطفل.
وعن ظروف هذه الزيارة، أكد الناشط الحقوقي المغربي، أنها تندرج في إطار التعريف بالتطورات الكبرى، التي تعرفها الأقاليم الجنوبية على مختلف المستويات،سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وحقوقيا؛ وأيضا لدق ناقوس الخطر حول ما يقع من انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في مخيمات تندوف على التراب الجزائري، ولفضح ما تروج له جبهة البوليساريو من كونها الممثل الوحيد للصحراويين.
وأردف شيبة مربيه ربه ماء العينين موضحا، أن ممثلي الوفد المغربي استحضروا ما تم إنجازه على المستوى التنموي، وما تم إنجازه من مشاريع كبرى مهيكلة في إطار النموذج التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية، والذي تم إنجازه خلال السنوات الست الماضية؛ وفي نفس الإطار تم التعريف بما تزخر به الأقاليم الجنوبية من مؤهلات وفرص استثمارية، خاصة أن المملكة المغربية تعمل جاهدة لتجعل من المنطقة بوابة لإفريقيا جنوب الصحراء، وكذلك منصة للتبادل التجاري شمال جنوب.
وعلى المستوى السياسي، أوضح المتحدث أنه تم التذكير بالقرار الأممي الأخير، والذي أكد على إلزامية استئناف العملية السياسية بحضور الجزائر التي طالما راوغت وادعت أنها غير معنية بالنزاع، ثم ضرورة مراقبة توزيع المساعدات الإنسانية وفق مقاربة أممية لقطع الطريق على قيادة الجبهة التي وثق تقرير الوكالة الأوروبية لمحاربة الفساد متاجرتها في هذه المساعدات، وأخيرا إلزامية إحصاء ساكنة المخيمات من طرف منظمة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
وذكر الناشط الحقوقي، أن الوفد المغربي كشف خلال هذه الفعاليات أن الوضع الحقوقي بالأقاليم الجنوبية يحظى بتنويه المجتمع الدولي بشكل دوري، حيث إن جميع تقارير الأمم المتحدة تتحدث عن كون المقاربة الحقوقية بالأقاليم الجنوبية ناجحة، حيث أن سكان وأبناء هذه الأقاليم هم من يسيرون شؤونهم ويسهرون على تدبير الشأن العام المحلي.
ولم يفت الحقوقي المغربي، أن ينوه بالتمثيلية الشرعية لسكان الأقاليم الجنوبية، مؤكدا أن من تم انتخابهم وفق عملية ديمقراطية خلال الاستحقاقات الوطنية تحت الملاحظة الدولية هم من لهم حق الحديث باسم السكان وليس جبهة البوليساريو التي يتم تعيين قادتها من طرف الجزائر حتى الموت، في غياب تام لأي عملية ديمقراطية، وقد تجلى ذلك في حضور رؤساء الجهات في الموائد المستديرة برعاية الأمم المتحدة