حميد إعزوزن
مازالت الألغام الأرضية المضادة للأفراد، التي زرعت أغلبها الجزائر وميليشيات البوليساريو في مناطق واسعة بالصحراء المغربية، تحصد المزيد من الأرواح بالمغرب، ذلك ما كشف عنه تقرير “مرصد الألغام الأرضية والذخائر العنقودية” لسنة 2022.
وحسب التقرير السنوي الرابع والعشرين للمرصد، فقد أصيب أو قتل ما لم يقل عن 5 آلاف و544 شخصا في 47 دولة، من بينهم 2182 قتيلا، ويمثل المدنيون معظم الضحايا المسجلين، نصفهم من الأطفال، وسقط غالبية الضحايا في البلدان المتأثرة بالحروب والنزاعات، وهو رقم يبقى منخفضا مقارنة مع سنة 2020، التي سجلت 7 آلاف و73 ضحية للألغام الأرضية المضادة للأفراد، من بينهم 2492 قتيلا و4561 مصابا، في 54 دولة، من بينها المغرب (15 ضحية)، وكذلك سنة 2019، التي سجلت خمسة آلاف و853 ضحية، لكنه ما يزال مرتفعا مقارنة بـ سنة 2013، التي سجلت حوالي ثلاثة آلاف و456 ضحية.
ورصد التقرير ذاته، أن مناطق الصحراء المغربية سجلت، خلال السنة الماضية، حوالي 23 ضحية، بينما سجلت سوريا أكبر عدد من الخسائر السنوية (1227 ضحية) للسنة الثانية على التوالي، تليها دولة أفغانستان (1074 ضحية) التي تسببت في سقوط أكثر من ألف ضحية سنويا لأكثر من عقد من الزمان، أما الدول الأخرى التي سجلت أكثر من 100 ضحية في سنة 2021، فشملت كل من كولومبيا والعراق ومالي ونيجيريا واليمن.
وذكر التقرير، أن أفغانستان كانت هي الدولة التي شهدت أكبر عدد من الضحايا المدنيين (1073 ضحية)، تليها سوريا (760 ضحية)، ثم اليمن (455 ضحية)، وميانمار (344 ضحية)، ونيجيريا (206 ضحايا)، والعراق (180 ضحية)، وتمثل هذه الدول مجتمعة 72 بالمائة من إجمالي الخسائر المدنية المسجلة في سنة 2021.
وأشار التقرير ذاته إلى أن الأفراد العسكريون أو غيرهم من المقاتلين يمثلون 23 بالمائة من إجمالي عدد الضحايا، وكانت الدولة التي شهدت أكبر عدد من الضحايا العسكريين هي سوريا (465 ضحية)، تليها نيجيريا (256 ضحية) ومالي (175 ضحية)، وتشكل هذه الدول الثلاث مجتمعة 69 بالمائة من إجمالي الضحايا في صفوف العسكرية المسجلة سنة 2021.
وتم تسجيل ما لا يقل عن ألف و696 ضحية وسط الأطفال في سنة 2021، وشكلوا بذلك حوالي نصف ضحايا المدنيين (3418 ضحية)، في الحالات التي عرف فيها عمر وجنس الضحايا، و40 بالمائة من جميع الضحايا.
ووفق التقرير، فقد تم تنظيف قرابة 133 كيلومترا مربعا من الأراضي من الألغام السنة الماضية، أكثر من نصفها في كمبوديا وكرواتيا، ودمر أكثر 117 ألف لغم أرضي، لكن 60 منطقة على الأقل ما تزال تنتشر فيها ألغام مضادة للأفراد، ويبدو أن سريلانكا والزيمبابوي فقط على مسار تحقيق هدف نزع الألغام في المهلة المحددة.
يذكر أن معاهدة حظر الألغام، أصبحت جزءا من القانون الدولي منذ سنة 1999، ويبلغ عدد الدول الأعضاء فيها 164 دولة، وبموجب هذه المعاهدة يحظر على الدول استخدام الألغام الأرضية التي تنفجر عن طريق الاتصال البشري، وكذلك الأجهزة المتفجرة اليدوية الصنع، التي تُفعل عند وجود شخص بقربها أو عند الملامسة.