حرب الطرق تخلف أكثر من 3 آلاف قتيل وتكلف ميزانية المغرب حوالي 19 مليار درهم سنويا
حميد إعزوزن
أحيى المغرب، كغيره من بلدان العالم، اليوم العالمي لإحياء ذكرى ضحايا حوادث الطرق، الذي اعتمدته الأمم المتحدة في أكتوبر 2005، كيوم عالمي يتم الاحتفاء به يوم الأحد الثالث من شهر نونبر من كل سنة، لكن بعد مرور17 سنة عن هذا التاريخ، ما زالت حوادث السير تسبب في مقتل أكثر من ثلاثة آلاف مغربي سنويا، وآلاف من الجرحى والمعطوبين.
ورغم الجهود الجادة، التي يبذلها المغرب في هذا الصدد، ما يزال الوضع مقلقا، حيث بلغ عدد الوفيات الناجمة عن حوادث السير بالمغرب، وفق آخر تقرير صدر عن المنظمة العالمية للصحة حول”حالة السلامة على الطرق”، نحو ثلاثة آلاف و785 حالة سنة 2016، أي يمثل 19.6 وفاة لكل 100 ألف نسمة.
التقرير، الذي يصدر كل سنتين إلى ثلاث سنوات، كشف عن تفاوت الوفيات الناجمة عن حوادث السير حسب نوع مستعملي الطريق بالمغرب، حيث يمثل راكبو المركبات ذات أربع ﻋﺠﻼﺕ نسبة 31.2 بالمائة من مجموع الوفيات المسجلة، ويشكل راكبو الدراجات النارية ﺫﺍﺕ ﻋﺠﻠﺘـﻴﻥ ﺃﻭ ﺜﻼﺙ ﻋﺠﻼﺕ والمصاحبون لهم 28.7 بالمائة.
وحسب التقرير ذاته، فإن الراجلين يمثلون 26.3 بالمائة من ضحايا حوادث السير بالمغرب، بينما يمثل أصحاب الدراجات الهوائية نسبة 5.9 بالمائة، في حين يمثل باقي فئات مستعملي الطريق الآخرين نسبة 7.9 بالمائة. وبالمقابل، فإن الراجلين وراكبو الدراجات يمثلون 26 بالمائة من مجموع الوفيات الناجمة عن حوادث السير، فيما يصل هذا الرقم إلى 44 بالمائة في إفريقيا و36 بالمائة في شرق البحر الأبيض المتوسط.
وحسب معطيات رسمية، فإن الكلفة الاقتصادية للسلامة الطرقية بالمغرب تشكل عبئا اجتماعيا كبيرا، إذ تصل إلى 1.7 بالمائة من الناتج الداخلي الخام، أي ما يعادل حوالي 19.5 مليار درهم سنويا، وتتسبب حوادث السير في المتوسط في حوالي 3500 وفاة و12 ألف إصابة خطيرة سنويا، بمعدل 10 قتلى و33 إصابة خطيرة يوميا.
وسجل المغرب، خلال الأشهر التسعة الأولى لسنة 2021، 10 آلاف و28 حادثة سير على المستوى الوطني، بزيادة 18.6 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من سنة 2020، و13.8 بالمائة مقارنة بـ 2019، وهي السنة التي شهدت تسجيل نحو 101 ألف و644 حادثة، خلفت 3622 قتيلا، و149 ألفا و342 مصابا، بينما سجلت سنة 2018 حوالي 96 ألفا و133 حادثة، توفي خلالها 3485 شخصا، في حين تم تسجيل 89 ألفا و375 حادثة سنة 2017، تسببت في مقتل 3 آلاف و499 شخصا، و130 ألفا و11 مصابا، وفقا لمعطيات الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية (نارسا).
وباتت حوادث السير السبب الرئيسي لوفيات الأطفال والشباب بين سن الخامسة والتاسعة والعشرين، وللارتفاع المتواصل للضحايا خلال السنوات الأخيرة، حيث بلغ العدد الإجمالي إلى 1.35 مليون قتيل في العالم سنويا، وذلك بمعدل قتيل كل 24 ثانية، فيما كان عددهم لا يتجاوز 1.2 مليون قتيل في تقرير المنظمة لسنة 2009.
وعلى الرغم من الزيادة في العدد الإجمالي للوفيات، إلا أن معدلات الوفيات بالنسبة لحجم سكان العالم، قد استقرت في السنوات الأخيرة، وذلك بسبب الجهود الحالية للسلامة على الطرق في بعض البلدان ذات الدخل المرتفع والمتوسط التي قد خففت من الوضع، إلا أن حوادث السير ما تزال في الدول الفقيرة أعلى بثلاث مرات في هذه الدول منه في الدول مرتفعة الدخل بسبب غياب إجراءات السلامة.