الأديب حسونة المصباحي يوقع “الرحلة المغربية” في موسم أصيلة

فاطمة أبوناجي //
كان لضيوف موسم أصيلة الثقافي الدولي الثالث والأربعين، القادمون من مختلف أرجاء المعمور موعد مع حفل أدبي للكاتب الروائي التونسي حسونة المصباحي، ويتعلق الأمر بتوقيع إصداره الجديد “الرحلة المغربية” عن منشورات دار الحكمة، وذلك مساء الثلاثاء فاتح نونبر بمركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية بأصيلة.
حسونة المصباحي الذي استهل رحلة قلمه في “الرحلة المغربية” بعنوان “الوصول” اعتبر في حديث جانبي مع “رسالة الأمة” أن في وصوله إلى المغرب في كل مرة صلة قلب بقلب” وقال في كتابه إن رحلته إلى المغرب ألهبت شوقه لزيارة المغرب مرة أخرى..وقال: “ما كان يعنيني هو الالتقاء بالفنانين والكتاب والشعراء في مختلف المدن المغربية، إذ أنني شعرت أن تلك اللقاءات تفتح آفاقا واسعة أمامي وتنسيني كآبة المشهد الثقافي التونسي، وما يدور فيه من مؤامرات ومن دسائس دنيئة وقذىة صد الخارجين مثلي عن القطيع”.
وأضاف حسونة المصباحي، الذي سبق له أن توج بجائزة محمد زفزاف للرواية العربية في دورتها السادسة سنة 2016، معبرا عن ارتباط روحه بالمغرب: “في كل مرة أزور فيها المغرب أشعر أني لم أعد أطير بجناح تونسي فقط بل بجناح آخر هو الجناح المغربي…”
واعترف حسونة بأن تردده على أصيلة كل صيف: زادني عشقا للمغرب، ووقف علاقتي بأهم مبدعيه من كتاب وشعراء ونقاد ومفكرين وفنانين كان الرائع بنعيسى يحتفي به في بيته في ليالي المهرجان منظما سهرات رائقة يختلط فيها الجد بالهزل، وفيها لا تغيب ” المعرفة المرحة”والجدل المفيد من دون ذلك التشنج والانفعال الذي يطغى أحيانا على الجلسات والندوات والاجتماعات العربية.
وخص ابن تونس الشقيقة شخصية محمد بن عيسى بشهادة، واصل فيها الحديث عن ما أثار اعجابه به فكتب: “وما هو مثير للتقدير والإعجاب في شخصية محمد بن عيسى الأنيق دائما هو أنه يتميز بالعديد من الخصال. فهو مثقف من طراز رفيع متجذر في ثقافة بلاده، وعارف بجميع جوانبها، ومواكب ذكي لكل ما يجد من جديد على المستوى الثقافي والفكري والفني لا في المغرب فقط بل في العالم والعربي وإفريقيا، وفي جميع أنحاء العالم. كما أنه سياسي ودبلوماسي يتحلى بالرصانة والحنكة والكياسة والخبرة الواسعة بشؤون بلاده وبشؤون العالم، ممتلكا قدرة فائقة على إقناع الآخرين بصحة أفكاره في هذه القضية أول تلك، وعلى إطفاء نيران النزاعات المدمرة. لهذا السبب كان يحظى بتقدير وحبة الجميع بتعدد توجهاتهم ومشاربهم…
وفي فصل عنوانه “تموز في الطريق إلى مراكش” تحدث حسونة عن عشاق مالمغرب من الأعلام، وعبر عن ذلك بقوله: “كثيرون هم الغربيون الذين فتنوا بالمغربليترك في حياتهم وفي مسيرتهم بصمات وآثارا واكبتهم حتى النهاية…” وسكر منهم المستشرق لوي ماسينيون ، الذي كان مؤخرا وعالم اجتماع ومرشدا روحيا ورجل سلام.
وعرج حسونة على مراكش، ووصفها من خلال ابنائها، واستحضار هنا الكاتب والإعلامي ياسين عدنان الذي تريكه به صداقة الأدب والإنسانية، واستحضر روايته ملامح “هوت ماروك”.
كما عرج حسونة التونسي في “الرحلة المغربية” على لقاءه بالمناضل علال الأزهر.
وتحدث ضيف المغرب بأصيلة عن “السياحة” باعتبارها ركنا من اركان التصوف في الإسلام وشرح معناها” التيه في الأرض ولا هدف من ذلك سوى الإلتحام بالله، والتخلص من الادمان التي تشدنا إلى متع الحياة الفانية.
واستعرض الكاتب بعضا من تفاصيل لقاء خاص جمعه ب”فارة من من جحيم البوليساريو” وهو عنوان فصل جاء تحت عنوان: نعم انا سعيد…
ويتعلق الأمر
بمديرة متحف الداخلة وقال: ونحن نطوف في مختلف اقسام المتحف روت لي باختصار تجربة مريرة عاشتها في طفولتها وشبابها..”
ويشمل كتاب “الرحلة المغربية” 320 صفحة من الحجم المتوسط، انتظمت في واحد وعشرين 21 محطة هي “الوصول” “في مطعم ايطالي” “جولة صباحية في الرباط” “زيارة إلى الأكاديمية المغربية” “في الطريق إلى مراكش” “مراكش بين الأسطورة والواقع” “مراكش من خلال أبنائها” لقاء مع المناضل علال الأزهر” “سهرة الكتاب الملعونين” “في الطريق إلى أكادير” “أكادير من شرفة الفندق” “جولة على كورنيش أكادير” “لقاء مع شيخ صحراوي” “في الطائرة إلى الداخلة” “رياح سان-جون بيرس” “في عمق الصحراء” “لقاء مع فارة من جحيم البوليزاريو” “في الطائرة إلى العيون” “بين الباهي محمد وهواري بومدين” “في الطريق إلى طرفاية” “صحراء سانت اكزوبيري”).
وافتتحت يوم 17 أكتوبر الماضي فعاليات الدورة الخريفية لموسم أصيلة الثقافي الدولي الثالث والأربعين والدورة 36 من جامعة المعتمد بن عباد المفتوحة، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من طرف مؤسسة منتدى أصيلة.
ويتم تنظيم الموسم، الذي جرت دورته الأولى الصيفية بين 30 يونيو و 24 يوليوز وخصصت للفنون التشكيلية، بشراكة مع وزارة الثقافة والشباب والتواصل (قطاع الثقافة)، وجماعة (بلدية) أصيلة.




