ثقافة

محمد بن عيسى: اللقاء الشعري لحظة تقاطع بين أسئلة وافدة من منابع مختلفة

فاطمة أبوناجي //

شكل” الشعر العربي وشعريات عالم الجنوب: أفريقيا وأمريكا اللاتينية “وصلات التأثير والتلاقي”، المحور الأساس لمداخلات نوعية لنخبة من الشعراء والنقاد من المغرب والعالم العربي وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، ضمن اللقاء الشعري الثالث، الذي انتظم يومي الأحد و الاثنين الماضيين، في إطار فعاليات الدورة الخريفية لموسم أصيلة الثقافي الدولي الثالث والأربعين والدورة 36 من جامعة المعتمد بن عباد المفتوحة، التي تقام تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من طرف مؤسسة منتدى أصيلة.

وشهد اللقاء الذي احتضنه ‏‎مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية بأصيلة يومي الأحد والاثنين 30 و31 من اكتوبر، مشاركة نوري الجراح الشاعر السوري المقيم في لندن ومدير تحرير مجلة الجديد، والناقد المصري حسين حمودة أستاذ جامعي ورئيس تحرير مجلة «فصول»، والناقد العراقي المقيم في أسطنبول عبد الله إبراهيم، والناقد السوري المقيم في باريس صبحي حديدي، والشاعر والمترجم ترينو كروز من جبل طارق، فضلا عن بمشاركة الناقد وأستاذ التعليم العالي شرف الدين ماجدولين منسقا.

وفي هذا الصدد، وفي كلمة بالمناسبة أوضح أمين عام مؤسسة منتدى أصيلة محمد بن عيسى أن اللقاء الشعري الثالث هو لحظة جديدة، في مقاربة تجربةٍ شعريةٍ متغايرة الألوان والظلال، شاءت الظروف أن تلتئم منذ سنوات بعيدة حول قضايا ومحاور، يتداخل فيها الهاجس الجمالي بالهموم الإنسانية، والانشغالات الفكرية ، مضيفا أن اللقاء يجيب على أهم أسئلة المنجز الشعري، في جدله مع المرجعية الجمالية الكونية.

وأبرز المتحدث أن “القضايا المطروحة في اللقاءات الشعرية، كما هو حال لقاء اليوم، دوما مقترنة باستدعاء أعمق التجارب والإنجازات الشعرية العربية والإفريقية، وشهدت حضور أصوات تباينت طرائقها في التعبير الشعري، منها من تَسامَقَ في سماء المجد، ومنها من أسلمته الأيام إلى بياضِ صمت مؤقت أو أبدي، ومنها من غادرنا في أوج حضوره فاستمر في غيابه ملء السمع والبصر”.

اللقاء الشعري، حسب المتحدث نفسه هو “لحظة تقاطع بين أسئلة وافدة من منابع شتى، من الفكر والسياسة والاقتصاد والتشكيل والموسيقى والأدب”، إنه “التقاطُع المنتج لحساسية ثقافية رفيعة تَتُوق أصيلة وموسمها لإشاعته، من أجل ترسيخ قِيَمِ السَّلام والحرية والرقي والتسامح”.

واعتبر بنعيسى أن الإصرار على أن يكون للشعر العربي حلقة في الموسم ” محاولة لإقناع الذات بأنه لا زال ثمة للتعبير الشعري تلك السلطة والمكانة القديمتين ، وهو سعي إلى تكريم مكوِّن رئيس من مكونات الحداثة الأدبية العربية و الاحتفاء بكيان الشاعر و من ثم إلى رد الاعتبار للقول الشعري”، موضحا أن جلسات القراءة “توثق الصلات ما بين الشعر وجمهوره، وهي لحظة تماس مدهش بين الصوت المتخيل للشاعر وتحققه الحسي”.

وشدد على أن اللقاءات الشعرية هي أفق ل”مناهضة محيط البشاعة والابتذال، و العمل الثقافي المتواصل لأجل إشاعة مناخ يطبعه التعدد، والانفتاح، وروح المغامرة الإبداعية، وينشد فيه الجميع قيم الجمال”.

من جانبه، اعتبر منسق اللقاء الباحث شرف الدين ماجدولين، في كلمة تقديمية بمناسبة اللقاء الشعري، أن لغات الشعر الأفريقي والأمريكي اللاتيني تشمل التعبيرات الشفاهية ، لها إنتاج شعري فريد و مشتركها الثقافي والجمالي ،مبرزا أن اللقاء الشعري يسعى الى التفكير مجددا في صلات التاثير المنسوجة و المفترضة بين شعر عربي مافتئ يجدد لغته ومبانيه ودوائره الدلالية وشعريات أفريقية وأمريكية لاتينية تعمق باسترسال سبل جدلها مع التاريخ والوقائع اليومية و مع أسئلة الفكر والهوية والوجود.
كما أن اللقاء الشعري يرصد ما تحقق عبر جهود الترجمة والدراسات النقدية المقارنة الذي ينحو الى تكريس أفق هذا الانتماء وإخصابه عبر الإصغاء الى أصوات شعرية تبدو متنائية بيد أنها تتقاطع في مستويات شتى.

يذكر أن موسم أصيلة، الذي تمت دورته الأولى الصيفية بين 30 يونيو و 24 يوليوز وخصصت للفنون التشكيلية، يقام بشراكة مع وزارة الثقافة والشباب والتواصل (قطاع الثقافة)، وجماعة (بلدية) أصيلة، و يستضيف هذا العام فعاليات ثقافية وفنية من دولة الإمارات العربية المتحدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق